نبه محافظ تعز الجديد، علي المعمري، إلى أن ساعة تحرير المحافظة اقتربت، كاشفا عن إقرار خطة عسكرية محكمة تضمنت العوائق والمتطلبات، بعد أن ناقشتها قيادة الجيش الوطني والمقاومة ودول التحالف. وسلط في حوار مع "الوطن"، الضوء على ما تعانيه المحافظة من دمار ومأساة إنسانية وما تتطلبه المرحلة المقبلة من دعم شامل.. فإلى نص الحوار: نبدأ بأولوياتكم بعد أن عُينت محافظا لتعز؟ أولوياتنا كثيرة ومتداخلة وبصورة متوازية وفي مقدمتها: تحرير ما تبقى من المحافظة، وتأمين حياة المدنيين، وإسعاف الجرحى في ظل الحصار المفروض على المستشفيات. ونسعى لكسر حصار تعز عبر فتح ممرات آمنة لتسيير عمليات الإغاثة الإنسانية وتسهيل حركة المرور والتنقل. وأؤكد أن المحافظة بانسجام أهلها ووعيهم سيكونون الأقدر على تقديم نموذج للنظام والاستقرار وإنهاء مظاهر الانفلات والاختلالات الأمنية. كما أعتقد أن ملف فك الحصار وتحرير تعز يمثل مفتاحا ذهبيا لتحرير اليمن. هل من نزاعات انفصالية يعانيها المجلس العسكري للمقاومة؟ المقاومة في تعز متميزة بوحدتها وعملياتها المشتركة والمتجانسة على الأرض، وإذا وجد بعض التباين في وجهات النظر فهو في الإطار المنطقي، تحدده وتضبطه طبيعة المعركة والمصلحة العامة، وهذا واضح من التنسيق المستمر حول الإشكالات والتعاون واللقاءات المتواصلة والعمل المشترك. وهذا دليل على أنه لا يوجد أي نزوعات انفصالية في مقاومة تعز. ولكن المجلس لم يحقق تقدما، فما السبب؟ التقدم على أرض الواقع لا يرتبط بإنشاء القيادة الموحدة على أهميتها، وإنما بالإمكانيات اللازمة لعملية التحرير الكامل التي تحتاج إلى قرار وإمكانيات، وذلك بيد دول التحالف والقيادة الشرعية. ما الذي ينقصكم من دعم عسكري وإنساني؟ عسكريا، تشكو الجبهات من نقص في الدعم على كل المستويات. وفي الجانب الإنساني نعيش مأساة حقيقية نتيجة الحرب والحصار وتوقف العمل وانقطاع وسائل الدخل اليومي، والإنسان في تعز يربط على بطنه ويقاوم النار ويواجه الموت. لماذا يصر الانقلابيون على حصار تعز والتنكيل بأهلها؟ الانقلابيون يحقدون على تعز لدورها التاريخي في ثورة سبتمبر وتقويض الإمامة، وصالح يرى أنها هي التي أشعلت الثورة ضده. تحدث البعض سابقا عن وجود خلافات بين المقاومة والشرعية، ما ردك؟ لا توجد خلافات بين المقاومة والشرعية؛ فهم في خندق واحد ومعركة مصيرية مشتركة، والخلافات التي تثار هي أمنيات يغذيها تيار الانقلاب، وتروجها مطابخهم. ما صحة ضبط عملاء للمخلوع والحوثيين في تعز؟ الناس في تعز ضد الحرب وضد صالح والحوثي، ولكن ذلك لا ينفي وجود عناصر شاذة وقليلة العدد تحكمها فلسفة الارتزاق. متى سيتم دمج رجال المقاومة بقوات الجيش الوطني؟ قوات المقاومة جاهزة في أي وقت؛ فتعز عندما انخرط أهلها في المقاومة كان هدفهم واضحا، وهو استعادة الدولة من المليشيات ونبذ السلاح خارج إطار الدولة، ولا يوجد أي عائق سوى الإجراءات الإدارية. وقد صدر قرار رئيس الجمهورية بضم هؤلاء وترتيب أوضاعهم العسكرية والمالية والإدارية في معسكرات تابعة للجيش ووزارة الدفاع. هل لديكم أرقام بعدد شهداء محافظة تعز؟ وهل من دعم لأسرهم؟ وفقا لآخر إحصائية، فقد قارب عددهم نحو 1600 شهيد، كما أن العدد يزداد يوما بعد آخر، لأن آلة القتل الحوثية الفاشية تقصف المدينة ليلا ونهارا. أما عن رعاية أسر الشهداء والجرحى، فهذا الملف ما يزال دون المأمول، وأنا أثق بأننا سنتمكن من رعاية أسر الشهداء والجرحى بدعم القيادة السياسية وأشقائنا في دول الخليج. هل تم طرح خطة عسكرية متكاملة لتحرير المحافظة؟ هناك خطة عسكرية نوقشت بعمق بين قيادة الجيش والمقاومة وبين دول التحالف، واستندت إلى خبرة ميدانية لدى الطرفين، إذ حددت العوائق والمتطلبات، وقد أقرها التحالف. وإن معركة تحرير تعز قد اقتربت.