في خطوة يتوقع أن تكون لها آثار كبيرة على مسار العمليات في محيط العاصمة اليمنية، أقدمت ميليشيات التمرد الحوثي فجر أمس، على اعتقال عدد من مشايخ قبيلة همدان، شمالي صنعاء. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن ميليشيات التمرد فرضت حصارا محكما على قرى المحجر، وقرية القابل، بوادي ظهر، شمال العاصمة. حيث استقدمت قوات ضخمة معززة بأكثر من 20 طقما عسكريا، ونصبت نقاط تفتيش بمداخل تلك القرى. وأوضحت المصادر أن الميليشيات قامت باختطاف المشايخ محسن عبدالله الفار، ويحيى عبدالله الفار، وعبدالله علي عبدالله الفار، وكذلك المواطنين خالد محسن الفار، وزايد يحيى الفار، وعلي يحيى الفار، وعمار يحيى الفار. وأضافت المصادر أن الميليشيات المحاصرة للقرى بوادي ظهر لا تزال بمداخل تلك المناطق. وأن معارك عنيفة تدور بين الجانبين، شرق العاصمة في ظل تقدم كبير لقوات الجيش والمقاومة وفرار جماعي لميليشيات الحوثيين وقوات صالح، ومشاركة مكثفة لطيران التحالف. الانحياز لصفوف الشرعية أعلن العديد من مشايخ القبائل التي تقطن في محيط صنعاء في وقت سابق فض تحالفهم مع ميليشيات التمرد الحوثي، وأكدوا انحيازهم للشرعية، ورفضوا التجاوب مع المحاولات التي قامت بها قيادة الجماعة المتمردة، بتهديدهم تارة، وإغرائهم تارة أخرى بالمال. حيث رفضوا استلام كميات كبيرة من الأموال بعثتها الجماعة الانقلابية مع بعض ممثليها لضمان ولائهم لها، وعندما لم تنجح محاولات الإغراء، حاولوا اللجوء إلى التهديدات، ما أثار غضب مشايخ القبائل وطالبوا بسحب تلك التهديدات فورا أو تحمل عواقبها، ما دفع مندوبي الحوثي إلى الاعتذار فورا والانسحاب إلى مناطقهم. وكان آخر تلك المحاولات أول من أمس، حينما رفضت مشايخ قبلية بارزة في مديريتي أرحب وبني حشيش، في محيط العاصمة صنعاء، قبول العرض الذي تقدم به الحوثيون لكسب ولائهم، وأكدوا التزامهم بالوعد الذي قطعوه على أنفسهم أمام القيادة الشرعية، بالانحياز لمصلحة الوطن. وأشار المركز الإعلامي إلى أن محاولات الحوثيين انتهت بالخيبة التامة، مشيرا إلى أن التقدم المضطرد الذي تحققه قوات الجيش الوطني دفع كثيرا من المشايخ إلى مراجعة مواقفهم وإعادة حساباتهم عند اقتراب المقاومة من مناطقهم.
مفتاح معركة التحرير يُنظر إلى القبائل التي تقطن في محيط صنعاء على أنها مفتاح تحرير المحافظة، وإعلان نهاية التمرد الحوثي، لا سيما مع تزايد الخلافات والانشقاقات بين طرفي التمرد، ميليشيات الحوثيين، وفلول المخلوع علي عبدالله صالح. وقال رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب، في تصريحات صحفية "المشروع الانقلابي وصل إلى نهايته، وانتقال المعارك إلى الحزام القبلي المحيط بالعاصمة، يمثل المتغير الأكثر أهمية في معركة تحرير اليمن، وبداية انهيار التحالفات الطارئة التي بنتها الجماعة الانقلابية، وسوف تتمكن القوى القبلية والعسكرية والأمنية والسياسية في محافظات الشمال من ترتيب أوراقها، بما يؤدي إلى عزل الانقلابيين ومحاصرتهم، ولن يجدوا أمامهم غير الاستسلام أو فتح معركة انتحارية". كما توقعت مصادر أخرى تزايد انسلاخ القبائل عن التمرد الحوثي، وفض الارتباط به، مشيرة إلى أن غالبية مشايخ القبائل أدركوا الخطأ الذي وقعوا فيه سابقا، عندما سمحوا لقوات التمرد باستغلال مناطقها للعبور نحو المحافظات الأخرى. كما أن الممارسات السالبة التي ارتكبها الحوثيون، والتي كانت سببا مباشرا في تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، أدت إلى تفاقم النقمة الشعبية ضد الانقلابيين، ما دفع مشايخ القبائل لفض ارتباطهم بهم. محاولات كسب القبائل - إغراءات مادية - الوعد بمناصب قيادية - التهديد بالاجتياح - استغلال العاطفة الدينية - ترديد الأكاذيب - اختطاف المشايخ