كشفت مصادر يمنية أن قوات التمرد الحوثي شنَّت خلال الأيام الماضية حملة واسعة لاعتقال العشرات من الأجانب، لاسيما ذوي الأصول الإفريقية، حيث تجوب أطقم عسكرية، على متنها عناصر مسلحة كافة أحياء العاصمة، ويقوم أفرادها باعتقال كافة ذوي السحنات السمراء، لاسيما من الجنسيتين الصومالية والإثيوبية، وأضافت المصادر أن المعتقلين يتم تجميعهم في أقسام الشرطة، وبعد ذلك يتم نقلهم إلى السجن المركزي في صنعاء. مشيرة إلى أن كثيرا من المعتقلين يقيمون في اليمن بصورة نظامية منذ سنوات طويلة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في النجاة من الاعتقال الذي يتم بدون ذكر الأسباب. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن ميليشيات الحوثيين المتمردة لجأت إلى اعتقال المقيمين الأفارقة، بهدف الزج بهم قسرا في معسكرات التدريب، ومن ثم الاستعانة بهم في جبهات القتال، لسد النقص في صفوفها. استقطاب المرتزقة وكان أحد المقاتلين من حملة الجنسية الأفغانية قد أقر – بعد وقوعه في أيدي المقاومة بتعز – بأنه قد تم تجنيده مع كثيرين من أبناء جلدته بواسطة عناصر إيرانية، بمقابل شهري يبلغ 500 دولار، كما وعدوهم بالحصول على الجنسية اليمنية بعد انتهاء المواجهات. وأضاف أن بعض أفراد أسرته التي تقيم في طهران ظلوا يستلمون المبلغ شهريا. كما لجأت ميليشيات التمرد خلال الفترة الماضية إلى تجنيد مرتزقة أفارقة، ضبطت المقاومة العشرات منهم أثناء محاولة تهريبهم إلى المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون، حيث اعترفوا بأنهم تعرضوا إلى إغراءات مادية. وأشار محللون إلى أن الاستعانة بعناصر المرتزقة والمأجورين تأتي في إطار السعي الدؤوب لمواجهة مشكلة التناقص المستمر في أعداد مقاتلي الميليشيات، بسبب الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها في كافة ميادين القتال، إضافة إلى رفض عناصر الحرس الجمهوري تنفيذ التعليمات التي تأتيهم بالتوجه إلى مناطق القتال في المحافظات الجنوبية والوسطى، وهو ما أوجد مشكلة باتت تؤرق مضاجعهم. نتائج سالبة ولم تحقق خطوة الاستعانة بالمرتزقة الفائدة المرجوة، وتسببت في إحداث حالة من التململ وسط مسلحي الحوثيين وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، الذين يشتكون من عدم صرف أي حوافز، ويعانون من نقص الإمدادات الغذائية. فيما يحصل المرتزقة على رواتب عالية بالدولار. كذلك أعرب منسوبو الحرس الجمهوري عن تذمرهم من تفضيل الجماعة الانقلابية للمرتزقة الذين لا يحظون بأي خبرات سابقة، ولا يملكون قضية يدافعون عنها، ويركزون على جمع الأموال فقط، فيما يتمتع عناصر الحرس بخبرات كبيرة، وتلقوا تدريبات عسكرية متطورة، لكنهم يعانون الإهمال والتجاهل من قيادات التمرد.