تصاعدت الخلافات وسط قيادات جماعة الحوثيين المتمردة، بسبب الموقف من مواصلة القتال في تعز، لاسيما بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها الانقلابيون وحليفهم المخلوع، علي عبدالله صالح، على أيدي مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، إضافة إلى الضربات الساحقة والغارات العنيفة التي تشنها مقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة لدعم الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي. وأشارت مصادر داخل الجماعة إلى أن انشقاقات ضخمة وتصدعات كبيرة تهدد صفوف المتمردين، وأن عددا كبيرا من القادة رفضوا تنفيذ أوامر لزعيم التمرد، عبدالملك الحوثي. بعد أن وصفوا مواصلة القتال في تعز بأنها "انتحار وتهور"، مشيرين إلى أن الميليشيات لا تتلقى أي دعم عسكري، كما أن مخزونها من المواد الغذائية شارف على الانتهاء، بسبب الحصار الذي تفرضه طائرات التحالف العربي على كل خطوط الإمداد، فضلا عن قطع كافة الطرق البرية. وكان زعيم التمرد رفض انسحاب مقاتليه من تعز، وأصر على مواصلة القتال، مهما كان الثمن، وأعرض عن الاستماع إلى مستشاريه الذين طالبوه بإصدار أوامر بسحب المقاتلين. كما تجاهل التحذيرات التي حذرته من مغبة إصدار الأوامر بمواصلة إطلاق الصواريخ على قوات التحالف، بسبب خلل كبير في منظومة تلك الصواريخ، مما يجعلها تنفجر في منصات إطلاقها، وتشكل خطرا كبيرا على من يوجدون في محيط المكان.
تزايد هروب الانقلابيين أكد المركز الإعلامي للمقاومة، أن انهيار الروح المعنوية للمتمردين تسبب في تزايد حالات الاستسلام لمقاتلي المقاومة، وهروب العديدين من ساحة القتال، ووصل الأمر إلى درجة هروب قادة ميدانيين والتحاقهم بصفوف الثوار، على غرار ما قام به 19 من ضباط الحرس الجمهوري وانضمامهم إلى مقاومة تعز خلال الأيام الماضية. ونقل المركز عن مراقبين قولهم إن الخلافات المستشرية بين الإرهابيين ستؤدي حتما إلى انشقاقات أكبر في صفوفهم، حيث بدأت الأصوات ترتفع للمطالبة بالاستسلام وتسليم العاصمة صنعاء حتى قبل بدء محادثات جنيف، التي أدت الخلافات الحوثية إلى تأخر الإعلان عن أسماء وفدها المشارك في تلك المحادثات. وأضاف المركز أن زعيم التمرد عبدالملك، طلب من رئيس ما يسمى ب"اللجنة الثورية العليا" عقد اجتماعا عاجلا مع قيادات التمرد العسكرية، لبحث هذه الخلافات، ووضع حلول عاجلة لمشكلة هروب المسلحين من جبهات القتال.
فتيات وأطفال في المعتقلات كشفت مصادر ميدانية داخل المقاومة الشعبية أن قوات الجيش الموالي للشرعية والثوار عثروا على معتقلين من الجنسين في معسكر العمري بمديرية ذباب بمحافظة تعز. حيث تم تحرير 13 فتاة وتسعة أطفال كان الحوثيون يعتقلونهم، وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة هوية الأطفال والفتيات، وأسباب احتجازهم من المليشيات وقوات المخلوع داخل المعسكر. بدوره، قال المركز الإعلامي للمقاومة إن لديه معلومات عن استخدام الحوثيين للفتيات الأسيرات والأطفال في أغراض متعددة، مثل الطبخ والنظافة، فضلا عن تعرضهم في كثير من الأحيان إلى اعتداءات جنسية. وأضاف أن بعض أولياء الأمور كانوا قد أبلغوا في وقت سابق بأن أبناءهم اختفوا في ظروف غامضة، ولم يتم العثور عليهم، رغم تقدمهم ببلاغات رسمية لسلطات الاحتلال الحوثية، التي لم تتعامل مع الأمر بما يستحقه من اهتمام. وكانت قوات الجيش والمقاومة تمكنت الثلاثاء الماضي من السيطرة على معسكر العمري بمديرية ذباب بمحافظة تعز، بعد معارك دامية مع ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح.