كشفت مصادر قريبة من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه المخلوع علي عبدالله صالح، أن مواجهات عنيفة اندلعت أمس بين عناصر من الحرس الجمهوري وقوات تابعة للتمرد الحوثي داخل دار الرئاسة اليمنية بصنعاء، على خلفية رفض جنود وضباط الحرس الجمهوري تنفيذ قرارات حوثية بالانسحاب نحو محافظة صعدة. وأضافت المصادر أن المتمردين حاولوا سحب أسلحة الجنود والضباط بالقوة، ما تسبب في حدوث مواجهات مسلحة، راح ضحيتها 10 قتلى وعدد من الجرحى وسط الطرفين، فيما اتهم قياديون في الحرس الجمهوري بخيانة الوطن والولاء لإيران. خلافات متجددة وكانت خلافات مماثلة قد اندلعت مرارا في أوقات سابقة، بسبب رفض عناصر الحرس الجمهوري الانصياع لتعليمات الحوثيين، وعدم تنفيذ أوامر بالمشاركة في القتال الذي يدور في عدد من المدن والمحافظات اليمنية، كما أن قيادات في الحرس أعلنت ولاءها للجيش الموالي للشرعية الذي يجري إعادة تنظيمه وتكوينه. وتعيش ميليشيات التمرد حالة من التشتت والانهيار، بسبب تقدم قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية، والجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية في محافظتي مأرب وصنعاء، بدعم وغطاء جوي من قوات التحالف. وهو نفس الوضع الذي كان سائدا قبل استعادة المقاومة والجيش الوطني لعدد من المحافظات والمدن، كما حدث في قاعدة العند الجوية، عندما بادرت أعداد كبيرة من جنود وضباط الحرس الجمهوري إلى الاستسلام للثوار بكامل أسلحتهم وعتادهم، بمجرد اندلاع المواجهات. وكشف المركز الإعلامي للمقاومة أن كافة الدلائل تشير إلى أن عناصر الحرس الجمهوري سيواصلون الاستسلام للثوار. استدراج الجنود وكانت قيادة الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع قد أقدمت أول من أمس على اعتقال بعض العناصر التي رفضت مشاركة الحوثيين اعتداءاتهم على المدنيين في مأرب وصنعاء، حيث استدعتهم إلى مبنى إدارة معسكر (48) بذريعة وجود لجنة لتسليم رواتب أغسطس الماضي، لكن الجنود فوجئوا بجنود آخرين أحاطوا بهم من كل الاتجاهات، وطلبوا منهم تسليم أسلحتهم ودخول المعتقل، للنظر في شأنهم وأسباب رفضهم الذهاب إلى مأرب للقتال في صفوف الانقلابيين. وتحدث أحد الجنود مؤكدا رفضه وزملاءه الذهاب لمشاركة المتمردين في حربهم ضد الشعب اليمني، وقال "رفضنا كذلك دخول السجن أو تسليم أسلحتنا، فقد فعلوا مثل ذلك بزملاء سابقين لنا قبل نحو شهرين، ولا نعلم مصيرهم حتى الآن". وأضاف أنه جرت محاصرتهم وإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة واعتقال عشرة آخرين. وتدور معارك منذ أشهر على تخوم محافظة مأرب، شرق البلاد، لكن شراسة المقاومة المسنودة بوحدات من الجيش الوطني إلى جانب إسناد جوي وبري من قوات التحالف العربي حالت دون سيطرة الحوثيين على المحافظة.