ظلت أكشاك "سور الأزبكية" على مدى عقود ملجأ للباحثين عن أمهات الكتب، وملاذا للراغبين في اقتناء الكتب النادرة، وقبلة لكل من يريد كتابا ثمينا بجنيهات قليلة. يحتل سور الأزبكية مكانا بارزا في فعاليات الدورة السابعة والأربعين لمعرض الكتاب بالقاهرة والتي تنطلق الأربعاء القادم وتستمر حتى 10 فبراير، وذلك من خلال مشاركة 118 كشكا، وفقا لما أعلنه رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور هيثم الحاج. ويشير الحاج إلى عرض موسوعات وكتب قيمة مثل الأعمال الكاملة لرفاعة الطهطاوي وسيرة الظاهر بيبرس والأغاني للأصفهاني وأطلس أصول اللغة العربية بخصومات تتراوح بين 50 و70%. يقول الناقد أسامة عفيفي، في تصريحات إلى "الوطن": إن "إقبال رواد المعرض على اقتناء كتب سور الأزبكية يرجع إلى توافر كثير من الكتب النادرة التي ربما لا يكون من السهل اقتناؤها من خلال المكتبات الكبرى، فضلا عن انخفاض أسعارها، والتي يبدأ سعر بعضها من جنيه واحد، ولا يزيد سعر الكتاب على 25 جنيها، ومعظمها كتب لروايات ومجلات قديمة وبعض الإصدارات الحديثة بالإضافة إلى كتب مترجمة وباللغات الأجنبية. ويقول الباحث المتخصص في التراث الشعبي محمد عبدالله إن "رواد أكشاك سور الأزبكية داخل المعرض يبحثون عن نوادر الكتب، وهناك من يبحثون عن كنوز مخفية بين أكوام الكتب المتراصة، ولا ننسى تلك الواقعة التي نشرتها مجلة آخر ساعة الأسبوعية قبل سنوات حول عثور مدرس ابتدائي على مذكرات يوسف صديق، أحد قادة ضباط ثورة يوليو 1952، حيث عثر على كشكول من دون غلاف، وأخذ يقلب صفحاته ثم دسه في حقيبته، وأعطى البائع 50 قرشا ثم انصرف، وما كان منه إلا أن توجه إلى المجلة ليبيعها المخطوط الذي أتاح لها أن تحقق خبطة صحفية لم تخطر على البال، بنشرها مذكرات شخصية بارزة لواحد من ضباط ثورة 23 يوليو".