أصابت المخاوف الكثير من المتعاملين في سوق الأسهم السعودية لا سيما بعد تأكيدات البعض من المحللين والمراقبين للسوق بأن المؤشر العام للسوق سيصل إلى أقل من الأرقام الحالية 5.463 آلاف نقطة، وأنه سيكسر مستويات جديدة لم يصلها منذ فترة التسعينات. ولا تزال وسائل التواصل الاجتماعي الجديد تتحدث عن هبوط مؤشر الأسهم السعودية، وكانت البداية منذ الهبوط الحاد في جلسة الأحد الماضي، والتي افتتحت على اللون الأحمر وأغلقت على اللون ذاته مع تراجع كبير في العديد من الشركات. "الوطن" بدورها وجهت السؤال للمختصين والمحللين حول ما يحدث في سوق الأسهم حاليا وهل سيهبط المؤشر إلى ما دون 3 آلاف نقطة مستقبلا؟ وماذا سيحل بالأسهم السعودية؟.
خطأ شائع أكد المستشار المالي الدكتور عبدالله باعشن ل"الوطن" أنه من الخطأ الشائع في سوق الأسهم السعودية الحديث عن القاع، وقال: "هذا خطأ شائع يرتكب دائما من قبل البعض فليس من المناسب الحديث عن القاع سواء للسهم أو المؤشر والتي لا يمكن التأكد منها إلا بالتحليل الفني ويظهر وقتها أساليب الأشكال وقد توضح لهم توجه السهم وليس القاع وكذلك الأمر للمؤشر". وأوضح باعشن أن سوق الأسهم السعودية في الوقت الراهن انفصل عن مكونات السوق وهي الشركات وبات أكثر ميولا وتأثيرا إلى الأحداث الاقتصادية العالمية وكذلك مكونات الاقتصاد العالمي من أسعار النفط وسعر الفائدة وكل العوامل الاقتصادية. وأشار باعشن إلى أنه لا يستطيع شخص أن يربط المرحلة الحالية في سوق الأسهم السعودية بمراحل سابقة، وقال: "ليس من الممكن ربط مرحلة في السوق بمرحلة أخرى لأن هناك إضافات دخلت في السوق منها ارتفاع عدد الشركات وهذه إضافة قيمة للسوق بشكل أكثر، وما وصل إليه السوق حاليا خمسة آلاف نقطة تعادل ما وصل إليه عام 2008 مع اختلاف الرقم".
تراجع غير عقلاني تطرق المحلل في سوق الأسهم ماجد الشبيب إلى ما يحدث في سوق الأسهم وقال في حديثه إلى "الوطن": "لا زالت الأحداث الاقتصادية تشكل ضغطا على حركة الأسواق المالية بشكل عام، والسوق السعودية ربما استبقت تلك التراجعات على خلفية تراجع النفط بنهاية 2014، لذلك نجد أسواق الخليج سبقت الأسواق العالمية في عملية التصحيح". وأضاف الشبيب: "حاليا السوق تتراجع بشكل أستطيع أن أسميه تراجع "غير عقلاني" وهذا يحدث بسبب عدم قدرة المتعاملين بالسوق على تحديد سعر عادل للأسهم خاصة في ظل رفع الدعم الحكومي والتراجع المستمر للنفط". وأوضح الشبيب أن "إعلانات الشركات بخصوص رفع الدعم غير واضحة بما فيه الكفاية، ونحن نعلم أن أغلب المتداولين بالسوق أفرادا، لذلك يصعب عليهم التعامل مع هذه الأحداث خاصة وأن الشركة لم تفصل التأثير بشكل أكثر وضوحا". وحول المستوى الحالي للمؤشر وتراجعه رد بقوله: "مستوى 5 آلاف نقطة مستوى مهم وفي حقيقة الأمر لا يمكن التنبؤ بكسر هذا المستوى من عدمه، خاصة في ظل حركة النفط والتي لا زالت تتراجع بوتيرة حادة، واستقرار أسعار النفط أعلى من 30 دولارا ربما يكون معها كسر مستوى 5 آلاف أكثر صعوبة". وتابع: "في حال حدوث ذلك الأمر فإن الغالبية من شركات السوق ربما تقيم بأقل من قيمتها العادلة وبشكل كبير، لذلك قد تكون هناك فرص كبيرة لدخول أموال استثمارية وهذا يذكرنا بالأزمة المالية 2007 - 2008 وكيف تراجعت الأسعار إلى قيم غير عادلة والمستفيد حينها "من استطاع أن يقيم الشركات على أرباحها المستقبلية".
عوامل التراجع 2008 وصل سعر النفط 40 دولارا وهوت الأسهم ووصل مؤشر السوق إلى مستوى 4800 نقطة، كانت مرتبطة حينئذ بأزمة الاقتصاد العالمية •الأسهم المتضخمة سعريا شهدت عمليات تصحيح قوية وحادة خاصة بعد عمليات صعود نتيجة قرار السماح للأجانب بالعمل في سوق الأسهم •هناك شركات في سوق الأسهم السعودية لا توجد لديها استراتيجية واضحة، بالإضافة إلى حرب الأسعار وتدني الرافعة المالية.