لم تكن الأسواق الخليجية للأسهم في أفضل حالاتها صباح أمس، حيث تعرضت لخسائر قوية، وطلّ اللون الأحمر عليها، وتراجع مؤشر سوق الأسهم السعودية بنحو 6.37 %، إلى 5407 نقاط، بتداولات بلغت قيمتها 2.46 مليار ريال، والحال ذاته على بقية الأسواق الخليجية. وعزا مختصون في حديثهم إلى "الوطن" هذا التراجع إلى العديد من العوامل، منها الانخفاض في الاقتصاد العالمي إلى جانب تراجع أسعار النفط لأدنى مستوياتها في أكثر من 12 عاما، ووصل إلى ما يقارب من مستوى 29 دولارا للبرميل، فضلا عن تراجع الأسواق العالمية للأسهم خلال اليومين الماضيين منها مؤشر ستاندرد آند بورز الذي خسر 500 نقطة عند أدنى مستوى منذ أغسطس 2014. تأثيرات الركود أكد المستشار المالي الدكتور عبدالله باعشن ل"الوطن"، أن هناك أسبابا عدة وراء تراجع سوق الأسهم السعودي. وقال: "الأهم هو انخفاض أسعار النفط وعدم استقراره في الآونة الأخيرة مع توقعات بتراجعه إلى أقل من 20 دولارا للبرميل"، مبينا أن من بين الأسباب الركود الاقتصادي في شرق القارة الآسيوية، لا سيما في الصين، حيث يشكل هذا الركود تأثيراته على الدول المستثمرة في السوق. وأضاف باعشن: "من بين العوامل أيضا عدم الاستقرار السياسي في منطقة الخليج إلى جانب انخفاض الدخل لدى دول الخليج". موضحا أن العامل الإيجابي هو أن أغلب الشركات المساهمة في السوق السعودي نتائجها جيدة وأسعارها انخفضت إلى أقل من القيمة الدفترية والدخول يحتاج إلى التروي وتنويع المحفظة. خسائر عالمية المحلل لسوق الأسهم ماجد الشبيب قال ل"الوطن"، إن انخفاض النفط والمخاوف من الاقتصاد الصيني سببان في التراجع، مبينا أن الأسواق العالمية سجلت خسائر عدة خلال اليومين الماضيين وقت أغلاق أسواق الخليج والسوق السعودية وهو بالطبع أثر عليها. وأبان أن الارتداد في سوق الأسهم السعودي سيكون بسيطا، مشيرا إلى أن الصورة غير واضحة. انعكاس طبيعي الرئيس التنفيذي لشركة أماك للاستثمارات الخبير الاقتصادي محمد العمران، لفت إلى أن الخسائر الحادة تعتبر انعكاسا طبيعيا لما يحدث في أسعار النفط والأسواق العالمية، وقال "إن السعودية وضعها الاقتصادي جيد وهذا سيستمر لسنوات رغم تراجع سعر النفط، خصوصا أنها، أي السعودية، لديها ناتج محلي إجمالي قوي وحجم ديون يعتبر الأقل في العالم، ولكن أسواق الأسهم تتأثر بشكل سريع وقوي، وبشكل عام أسواق الأسهم تعتبر تيرمومترا سريعا جدا للوضع الاقتصادي". وبين العمران أن إحباط المستثمرين في سوق الأسهم السعودية لديهم بعض الإحباط بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط، وكان من الطبيعي أن نرى هبوطا. 2016 عام التحولات تحدث المحلل الاقتصادي، محمد العنقري، بأن سبب انخفاض مؤشر سوق الأسهم السعودي بهذه النسبة مع بداية العام يأتي متزامنا مع هبوط كافة الأسواق العالمية، بما فيها أسواق السلع. وقال العنقري ل"الوطن" إن العالم ككل يشهد مرحلة تحول، خصوصا بعد تغيير السياسة المالية والنقدية الحالية ورفع أسعار الفائدة ووقف التسيير الكمي، وهذه العوامل كلها هي تحولات جاءت في وقت واحد حتى يقَيّم الاقتصاد العالمي بأن يحقق نموا ذاتيا دون التدخل الواسع من الحكومات. ونستطيع أن نطلق على عام 2016 عام الانتقال من مرحلة إلى مرحلة تجتمع فيها العديد من العوامل التي تؤدي إلى تصحيح في الأسواق حتى يعاد توجيه السيولة في الاتجاهات البارزة. عوامل هبوط أسعار الأسهم 1. رفع أسعار الفائدة 2. رفع أسعار الطاقة وتأثيرها على أرباح السوق 3. توقف السياسات النقدية والمالية 4. تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وبالأخص القطاع الصناعي 5. إيقاف التسيير الكمي كان مؤثرا في انخفاض الأسواق العالمية