تسبب الهبوط الحاد في أسواق المال الخليجية بنزيف حاد في جميع مؤشراته، في جلسة امس الأحد، في الوقت الذي تباينت فيه آراء المحللين بأسواق المال حول اتجاهات بورصات دول الخليج خلال تعاملات الأسبوع، في ظل تقلبات الأسواق العالمية، وضغوط أسعار النفط بعد رفع الحذر عن الصادرات الإيرانية. وأغلق مؤشر السوق السعودي أمس على تراجع بنسبة 5.44 %، ومؤشر قطر يهبط بنحو 7 % وأغلق سوق "دبي" على تراجع بنحو 4.6 % عند 2685 نقطة، فيما تراجعت باقي الأسواق بنسب متفاوتة. وقال المحلل الفني عبدالله الجبلي: إن التراجعات المستمرة لأسعار النفط وكسرها للدعم التاريخي 30 دولارا للبرميل شكّلت ضغطاً مباشراً على أسواق الأسهم في منطقة الخليج، لما لذلك النزول من تأثير مباشر على اقتصاديات تلك الدول كون الدخل الرئيسي لها من هذه السلعة المهمة. واضاف: ان الشكل الفني لتلك التراجعات على خاميّ برنت ونايمكس يوحي بأن ما يحصل حالياً أكثر ضرراً على اقتصاديات الدول المنتجة مما حدث إبان الأزمة المالية العالمية العام 2008م، مؤكدا ان ذلك يشير إلى أن ارتداد الأسعار سيأخذ وقتاً مما يهدد بركود عالمي يضرب جميع اقتصاديات الدول. وذكر الجبلي أنه من الناحية الفنية فإن سوق الأسهم السعودي فقد خلال جلسة الأمس أهم مستوى دعم له خلال الفترة الحالية عند 5,800 نقطة، وهذا يبين مدى سيطرة المسار الهابط على المؤشر العام للسوق وأن الهبوط قد يستمر حتى مشارف 5,000 نقطة، مما سيجعل الأسعار تستمر بالتراجع. وتوقع فؤاد درويش، المحلل الاقتصادي، أن تشهد أسواق الخليج ارتدادة إيجابية مضاربية وقتية في ظل انخفاض أسعار الأسهم لأسعار متدنية، والتوقعات بالإعلان عن نتائج جيدة وخصوصاً للشركات القيادية؛ مما سيدفع بعض المحافظ لإعادة الشراء من جديد. فيما يرى مدير أحد الصناديق الاستثمارية الخليجية، طارق الحربي، أنه سيستمر هبوط مؤشر سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع الحالي، الذي بانتهائه تنتهي رسميا فترة إعلان النتائج المالية للشركات في ربعها السنوي الأخير، مشيرا إلى أن نتائج عدد من الشركات القيادية ستؤدي إلى تعميق موجة هبوط المؤشر.