بدأت بوادر أزمة هولندية إسرائيلية خلال الساعات الأخيرة بعد تأكيد الحكومة الهولندية رفضها استقبال وفد إسرائيلي يضم عددا من العمد والساسة، بينهم عمدة المستوطنات فى الضفة الغربية، وذلك في سابقة أوروبية هي الأولى من نوعها. وتهدف هولندا من وراء ذلك إلى التأكيد للمجتمع الدولى على رفضها استمرار إسرائيل في سياسة التوسع الاستيطاني الذي العائق الأول أمام نجاح مفاوضات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقد أعلنت السفارة الإسرائيلية في لاهاي عن غضب حكومة تل أبيب من التصرف الهولندي. كما أكد مدير مركز الوثائق والمعلومات الإسرائيلي في لاهاي روني نافتينال أن هذا التصرف يسيء للعلاقات بين البلدين، وأن الوفد الإسرائيلى كان يرغب في تقريب وجهات النظر مع هولندا، وتقديم توضيحات حول سياسة الاستيطان لإزالة سوء الفهم، بجانب الاستفادة من التجربة الهولندية في تعامل عمداء المدن والمحافظات مع الحكومات الخارجية والقطاعات المحلية. وقال إن الوفد "كان يضم عمدة عربي وإلغاء الزيارة على هذا النحو تعد خسارة للطرفين". وزعم نافتانيال أن هولندا "سبق ورفضت استقبال وفد إيراني، وهي الآن تساوى بين إيران التي تهدر حقوق الإنسان وبين إسرائيل الديمقراطية التي تحترم الحريات" وفقا له. كما طالب أعضاء بالبرلمان الهولندي من المؤيدين لإسرائيل باستجواب وزير الخارجية، والسفير الهولندي في تل أبيب، حيث قدم الأخير نصيحة سلبية حول الوفد الإسرائيلي. وتعد هذه الأزمة مع إسرائيل أول حجر عثرة يواجه الحكومة الهولندية الجديدة التي تشكلت قبل أيام في لاهاي، برئاسة مارك روتا الليبرالي الحر والمتحالفة مع الحزب اليميني المتطرف.