قال ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان: "لا نتوقع خوض حرب مع إيران، وأيا كان من يدفع في هذا الاتجاه فهو شخص لا يتمتع برجاحة العقل". وبين ولي ولي العهد في حديثه لمجلة إيكونوميست البريطانية، "أن نشوب حرب بين السعودية وإيران سيكون إيذانا بكارثة، وهذا شيء لا نتوقعه على الإطلاق"، وأضاف الأمير محمد بن سلمان، "إن الرياض قلقة مما تراه ميلا من الولاياتالمتحدة للعب دور أقل في الشرق الأوسط". ومضى يقول: "وعلى الولاياتالمتحدة أن تدرك أنها البلد رقم واحد في العالم، وعليها أن تتصرف على هذا الأساس". وتناول لقاء المجلة مع الأمير محمد بن سلمان محاور عدة، منها الجغرافيا السياسية للمنطقة، والجهود الرامية لتعزيز الاقتصاد السعودي.
إدراج أسهم أرامكو في الشأن الاقتصادي كشف الأمير محمد بن سلمان، أن هناك تفكيرا في إدراج أسهم شركة النفط أرامكو في سوق الأسهم. قائلا: "إن القرار سيتم اتخاذه خلال الأشهر القليلة المقبلة"، لافتا إلى أنه "يعتقد أن القرار يصب في مصلحة السوق السعودي الذي يعتبر أكبر سوق مالي في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك في مصلحة أرامكو". معتبرا أن الخطوة من شأنها أن تجعل الشركة أكثر شفافية، ونقلت المجلة البريطانية عن مسؤولين قولهم، إن الشركة السعودية تعادل قيمتها تريليونات الدولارات.
ثالث أكبر احتياط نقدي استبعد الأمير محمد بن سلمان، في رده على سؤال بشأن الاقتصاد السعودي، وإذا ما كان يواجه أزمة اقتصادية أو حدوث أي أزمة، لافتا إلى أن الاقتصاد السعودي أبعد ما يكون عن ذلك، لافتا إلى أن لدى المملكة ثالث أكبر احتياطات نقدية في العالم، وأن السعودية قادرة على زيادة وارداتها غير النفطية خلال العام الحالي فقط بنسبة 29 %.
زيادة العائدات غير النفطية أكد ولي ولي العهد القدرة على إحداث أشياء إيجابية في شأن الاقتصاد السعودي، خاصة فيما يتعلق بالعجز والإنفاق، منبها إلى أن لدى المملكة برامج واضحة خلال السنوات الخمس المقبلة، أعلن عن بعضها وسيعلن عن الآخر في المستقبل القريب، إضافة إلى أن الديون تمثل 5 % فقط، لذا لدى الاقتصاد السعودي كل عناصر القوى، وأن هنالك كثيرا من الفرص لزيادة العائدات غير النفطية في عدد من القطاعات، ولديهم شبكة اقتصاد عالمي.
%20 يستفيدون من دعم التعدين نبه ولي ولي العهد في إجابته بشأن القطاع الذي سيكون لديه الأولوية في إطار الجهود الرامية إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط، إلى قطاعات التعدين، وإصلاحات الدعم، لافتا إلى أن لدى المملكة 20 % فقط من الطبقتين الوسطي والدنيا التي تستفيد من هذه الإعانات، وهنالك استهداف ل80 %، وسيحافظون على مصالح الطبقات الوسطي والدنيا، فضلا عن أن هنالك السياحة الدينية يمكن زيادة عدد المعتمرين والحجاج، إلى مكة والمدينة المنورة.
برامج اقتصادية لذوي الدخل المحدود وفي رد للأمير محمد بن سلمان على سؤال للمجلة البريطانية "لقد أجريتم زيادات في أسعار الكهرباء والبنزين، ولكن يوجد كثير من الدعم الآخر، فهل ترغبون في رفع الدعم نهائيا؟ قال ولي ولي العهد "نرغب في الوصول إلى أسواق طاقة حرة، ولكن مع برامج لذوي الدخل المحدود، ولكن ليس بتخفيض أسعار الطاقة، ولكن خلال برامج أخرى". وتابع "أيضا هنالك أصول هامة، يجري العمل بها حاليا، فهنالك مساحة رائعة شمال جدة، بين مدينتي أملج والوجه، إذ توجد 100 من الجزر، مناخها معتدل وأبرد من جدة بحوالى 7 درجات مئوية، قضيت فيها ثمانية أيام خلال العطلة الأخيرة، أدهشتني بأجوائها وطبيعتها، فهذه من الأصول التي نعتزم استغلالها، وأضاف هنالك كثير من الأصول غير المستغلة بمكةالمكرمة والمدينة المنورة، والمناطق الريفية والحضرية، وهناك أراض في جدة تقدر مساحتها بنحو خمسة ملايين متر مربع تقع على الشاطئ وفي قلب المحافظة، مملوكة للدفاع الجوي، تقدر قيمتها ب10 مليارات دولار، فيما تبلغ تكلفة نقل الهياكل والمباني حوالى 300 مليون دولار، مشيرا إلى أن هذا عمل هائل يرغب في معالجته، وسنستهدف أصولا جديدة من الأموال المملوكة للدولة تقد ب400 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة". لا ضرائب على الدخل أو الثروة وفي رده على سؤال بشأن "كيفية زيادة الإيرادات غير النفطية؟ وهل ستكون هناك ضريبة على القيمة المضافة؟ أو ضرائب على الدخل؟. قال الأمير محمد: لن تكون هنالك ضريبة على الدخل، ولا ضريبة على الثروة، لافتا إلى أنه يتحدث عن الرسوم التي يتم دعمها من المواطن، بما في ذلك رسوم القيمة المضافة، معتبرا أنها ستمثل إيرادات جيدة، ولكنها لا تمثل جميع الإيرادات، فهنالك كثير من الفرص في مجال التعدين، إذ لدى المملكة نحو 6 % من احتياط العالم من اليورانيوم، وهنالك كثير من الأصول غير المستغلة، تحوي منطقة مكةالمكرمة وحدها أربعة ملايين متر مربع من الأراضي الحكومية غير مستغلة، ذات قيمة عالية في السوق، وهناك كثير من الأصول التي يمكن تحويلها إلى أصول استثمارية، وأضاف الأمير محمد بن سلمان "نتوقع الحصول على إيرادات بقيمة 100 مليار دولار من القطاعات غير النفطية خلال السنوات الخمس المقبلة". وفيما يتعلق بما يمكن خصخصته لزيادة الإيرادات، أوضح الأمير محمد بن سلمان، أن هنالك الرعاية الصحية، والتعليم، والصناعات العسكرية، وبعض الشركات المملوكة للدولة، جميعها قد تخفف الضغط على الحكومة، وربما تخلق أرباحا جيدة.