في ظل الظروف والمتغيرات وتسارع الأحداث واجتماع الأعداء وتكالبهم على الأمة الإسلامية، وإجلابهم بخيلهم ورجلهم، وسعيهم في الحرب على المسلمين، وفق خطط رسموها وأمور حاكوها ودسائس مكروها، حربا على الإسلام وأهله، وإشعالا لفتيل نار الحروب، فما تركوا بلدا من بلاد المسلمين إلا وأوقدوا فيها شرارة الحروب، في تدبير كادوه في ليل بهيم، وظلم ألبسوه لباس الحق؛ ليضربوا به الحق وأهله، ويزينوا الباطل ويثنوا على أهله، فرموا بدائهم على المسلمين، وانسلوا منها كأنهم بريئون مسالمين، كما قيل في المثل: "رمتني بدائها وانسلت"، ومكروا مكرا كبارا، فزاد ظلمهم، وعم بغيهم، فكان لا بد من يد تمنع بغيهم، وترفع ظلمهم، وتجلي مكرهم، وتدمغ باطلهم، مستعينة بالله، متوكلة عليه، معتصمة بحبل الله، تجتمع ولا تختلف، ابتدأتها عاصفة الحزم، من إمام الحزم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله بتأييده، ومنّ عليه بتوفيقه وتسديده- ثم بالتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب الذي اتهم به المسلمون ظلما وزورا، في سورية وفي العراق، وقطع الطريق على أولئك الأعداء من الإفساد وقتل المسلمين العزل بدعوى محاربة الإرهاب التي يدعونها، وللوقوف في وجه كل من يجترئ على الأمة الإسلامية، أو يريد إفسادا فيها، في أي بلد من بلاد المسلمين، ولعل ذلك يكون بداية اجتماع كلمة المسلمين ووحدة صفوفهم، في بادرة مهمة، تنبئ عن مستقبل مشرق يلوح في الأفق، قوة ونصرة وثقلا سياسيا واقتصاديا وحربيا؛ يحسب لها حساب في المنظومة الدولية العالمية؛ مع أهمية تطوير الجهود الفكرية والإعلامية والأمنية، بجميع السبل والوسائل لمواجهة الإرهاب، ومن أهم الثمرات لهذا التحالف وما سبقه من تحالف عربي في عاصفة الحزم ما يلي: أولا: أن التحالف الإسلامي العسكري، ثمرة من ثمرات ما سبقه من تحالف عربي في عاصفة الحزم، إذ بانت ثمرات كثيرة من تلك العاصفة المباركة التي عصفت بأحلام أعداء المنطقة. ثانيا: أن المأمول في هذا التحالف الإسلامي العسكري، أن يعيد إلى الأمة الإسلامية شيئا من سيادتها، ويجعلها صانعة للقرار الذي تريده، فتكون يدا واحدة ضد من يدبر المؤامرات عليها، وتستطيع مجابهة العدو بحكمة واقتدار أكثر من ذي قبل. ثالثا: أن في هذا التحالف الإسلامي العسكري، حفظا للمسلمين ولديارهم من أن يعتدي عليها معتد أثيم باسم الإرهاب المزعوم من قبلهم، فلا يجرؤ أحد من الأعداء النيل منها، ولا من مقدراتها. رابعا: أن في التحالف الإسلامي العسكري، ردا على التهم التي يوجهها أعداء الإسلام ضد المسلمين، ذلك أن الأعداء يتهمون المسلمين بتهم هم براء منها، إذ يتهمونهم بالإرهاب، ودعمه، وتمويله، مع أن الأعداء هم من صنع الإرهاب الذي يتزعمونه ويمولونه، ويحيطونه بجعجعة إعلامية، بعد أن غرروا بقلة من شباب المسلمين، انساقوا معهم لشُبَه نشروها، الهدف منها الحرب على الإسلام، فجاء هذا التحالف الإسلامي العسكري حربا على الإرهاب الذي صنعوه ورموا به المسلمين بالباطل والبهتان. خامسا: أن في هذا التحالف الإسلامي العسكري -إن كتب له النجاح، بإذن الله- عزة للمسلمين في كل مكان، تنتشي به نفوسهم، وتسمو به قلوبهم، وترتفع به معنوياتهم، بعد أن تكالب عليهم الأعداء من كل مكان.