عندما تسافر وتتغرب لأي غرض كان: سياحة، علاجا، عملا، دراسة، حتما سينتابك شعور الحنين للوطن، وسوف تبحث في غربتك وتفتش عن الوطن لعلك تجد ما يعوضك عنه مؤقتا حتى تعود. غالبا ستبدأ بالبحث عن أبناء وطنك وجلدتك لعلك تجد لديهم ما يعوضك عن شغف الحنين وألم الفراق والاشتياق. قد تجد ما يساعدك على تحمل هذا العناء، وقد تواجه صعوبة في إيجاد حل لهذه المشكلة، ولكن عليك الاستمرار في البحث مثلي، فأنا بحثت كثيرا ووجدت وطني الصغير أثناء غربتي. بكل تأكيد لم يكن هذا الوطن بمساحة وطني، وإن كان جزءا صغيرا منه، ولن يحقق لي ولو جزءا بسيطا مما حقق لي الوطن الكبير من رعاية ومحبة واهتمام ورفاهية وأمان، ولكن هذا الوطن الصغير ساعدني على تجاوز كثير من المحن، ووجدته واقفا بجانبي يحنو عليّ بظله الوارف، فما هذا الوطن الصغير وأين وجدته؟ نعم وجدته لدى سفارتنا في الفلبين.. وجدت سفيرا يفتح قلبه قبل أن يفتح أبواب السفارة، وجدت موظفين يبتسمون قبل أن يعرفوا من أكون.. يخدمون بلا ملل، يستمعون للجميع بلا كلل، وأحببت أن أقول للدكتور عبدالله بن ناصر البصيري سفير خادم الحرمين الشريفين في الفلبين ولكافة أعضاء السفارة شكرا لكم، فقد كنتم خير سفراء لوطننا الكبير، وعكستم صورة حسنة وإيجابية وواقعية لما يجب أن تكون عليه أي سفارة -في أي بلد كان- يرفرف فوق مبناها علم هذا الوطن الغالي. فتحتم أبواب السفارة للجميع، مستقبلين المواطن بكرم نفس يظهر على محيا كل فرد منكم، وكرم ضيافة منقطع النظير، وأنتم تؤدون عملكم على أكمل وجه، وتستجيبون لتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، لذا وجدت ضالتي لديكم (الوطن)، شعرت بالأمن والمحبة والإخاء.