تعطي قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن أهمية خاصة لمحافظة الجوف، شمالي اليمن، لما لها من موقع جغرافي محاذٍ لمحافظة صعدة التي يختبئ فيها زعيم الجماعة المتمردة، عبدالملك الحوثي، علاوة على أنها منطقة حدودية محاذية للمملكة العربية السعودية. وكانت قوات الشرعية تمكنت من طرد ميليشيا الحوثي والمخلوع من مديرية الحزم، عاصمة المحافظة، ومعظم أجزائها ومساحاتها الشاسعة التي كانت تحتلها الميليشيات الانقلابية بقوة السلاح منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ذاق خلالها أبناء الجوف الويلات؛ ليقرروا عقب ذلك الوقوف إلى جوار الجيش والمقاومة عند زحفهم على مواقع الانقلابيين. استهداف زعيم التمرد أكد ضابط في الجيش الوطني أن أهمية تحرير الجوف تُشكل أولوية كبيرة بالنسبة للحكومة الشرعية ودول التحالف، إذ تعدّ المحافظة منفذا وطريقا مهما لمحافظة صعدة التي يختبئ في كهوفها قائد التمرد. وذكر الضابط الذي يشغل منصبا رفيعا في قيادة المنطقة العسكرية السادسة، وفضل عدم ذكر اسمه، في تصريح إلى "الوطن"، أنه عقب تحرير الجوف تستطيع قوى المقاومة إحكام الحصار على الجانب الشرقي بالكامل، من محافظة صعدة، التي تتمركز فيها قيادة الميليشيات الانقلابية. وأشار إلى أن خطة تحرير محافظة صعدة ومناطق مجاورة لا تنفصل عن تحرير محافظة الجوف، الأمر الذي دفع قيادة الشرعية إلى العمل على استعادتها لحضن الدولة، بعد فترة استمرت أشهر من التخطيط والاستعداد والتأهب. استمرار التطهير وتحدث عن التركيز على خلو الجوف من أي وجود للميليشيات، لأنها منطقة حدودية للمملكة، ومنفذ إلى بقية المحافظات، وهو ما يحتم عليه بذل جهود كبيرة لبسط سيطرة الدولة فيها، واستعادة الأمن والاستقرار. وبالتزامن مع فرحة أبناء المحافظة بالخلاص من سلطة ميليشيا الانقلاب، فإن رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يستمرون في تطهير جيوب الحوثيين في كل المديريات التي انتشروا فيها منذ أشهر، وفرضوا سلطتهم المسلحة عليها. وفور دخول قوات الشرعية إلى الجوف، بدؤوا بتحرير مقرات المعسكرات وألوية الجيش التي احتلتها الميليشيات، إذ حرروا معسكر "لبنات" ثم مقر اللواء 115 بمديرية الحزم، وتوجهوا إلى طرد الميليشيات من معسكر "الخنجر" في مديرية خب والشعف، والذي كان معقلا مهما لهم.