بين صورة بالأبيض والأسود لصغيرة عمرها عامان تتوسط شقيقيها في المنزل وصورة ملونة في حفل تكريم في دبي.. تقع سيرة الفنانة المصرية نجاة التي تحتفظ في خيال جمهورها بصورتها الحالمة رغم اقترابها من الثمانين. في كتاب "نجاة الصغيرة" الصادر عن دار الكرمة للنشر في القاهرة تقول الكاتبة رحاب خالد، إن نجاة محمد حسني، كانت منذ سن مبكرة تقلد أم كلثوم وتردد أغانيها "وكأنها شريط مسجل"، وتوسلت إلى أبيها "أن يحملها" مع إخوتها إلى إحدى حفلات سيدة الغناء العربي، إذ استمعت إليها بانتباه، وبعد ذلك أصبحت "مطربة للتخت الصغير في البيت". أول مؤلف لرحاب خالد يرصد بالصور والوثائق أعمال نجاة الغنائية والسينمائية منذ أغنيتها الأولى "غني يا كروان" في سبتمبر 1942 حتى أغنيتها الأخيرة "لا تنتقد خجلي" كلمات سعاد الصباح وتلحين كمال الطويل، والتي تغنت بها في حفل بمهرجان قرطاج في ال28 من يوليو2001. والكتاب يقع في 183 صفحة كبيرة القطع، ويضم عشرات الصور لنجاة، وصورا أخرى وهي تحيي حفلين في مهرجان قرطاج عامي 1999 و2001، حيث تقلدت في المهرجان الأخير وسام الاستحقاق الثقافي التونسي من الدرجة الأولى. أما الصورة الأخيرة في الكتاب فترجع إلى ال18 من ديسمبر 2006 في حفل تكريم نجاة في دبي بمناسبة حصولها على جائزة "هؤلاء أسعدوا الناس" التي تمنحها مؤسسة سلطان بن علي العويس للرموز في الفنون والآداب. ولدت نجاة يوم 11 أغسطس 1936 لأب خطاط جاء من الشام إلى مصر عام 1912. وبزغ نجمها في سماء الطرب ولقبت بقيثارة الغناء العربي، ووصفها بعضهم بصاحبة أدفأ صوت مصري ضمن كثير من الصفات والألقاب. بدأت نجاة رحلة الغناء بالوقوف على المسرح أمام الجمهور عام 1942.