تونس - رويترز - أعلن المغني الفرنسي من أصل أرمني شارل أزنافور انه اختار خشبة مهرجان قرطاج، ليعلن اعتزاله الفن عن 85 سنة في حفلة سيُحييها في 21 تموز (يوليو)، بعد حفلة سيُحييها الخميس المقبل في مهرجانات بيت الدين في لبنان. وأضاف ازنافور الذي اشتهر في ارجاء العالم بأغانيه الرومانسية الحالمة «سيكتب التاريخ ان ازنافور اختار قرطاج ليعلن اعتزاله الفن.. هذا فخر كبير لي». وقال المغني والملحن والممثل ومؤلف أكثر من الف أغنية: «إنه لشرف لي ان أعلن اعتزالي الغناء في تونس من خلال حفلتي على مسرح قرطاج فقرطاج لها مكانة كبيرة وحضور مهم في نفسي». وكانت بطاقات حفلتي أزنافور في لبنان وتونس، نفدت منذ الأيام الأولى لبيعها، حيث حجز جمهوره من مختلف البلدان العربية والأوروبية أماكنها قبل فوات الأوان. وأشار ازنافور إلى أنه ينوي اقتناء فيلا في تونس والاستقرار فيها. من جهة أخرى، قال ابو بكر بن فرج مدير الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي الذي سيفتتح في التاسع من الشهر الحالي، إن المهرجان يبقى امتحاناً كبيراً لأي فنان حقيقي وانه لا يخشى المنافسة المحتدمة «لأن قرطاج له خصوصياته». ويواجه مهرجان قرطاج منافسة محتدمة من قبل بعض المهرجانات الاخرى التي تخصص اعتمادات مالية ضخمة لجلب نجوم الموسيقى على غرار مهرجان موازين في المغرب، ومهرجانات بيت الدين وبعلبك وجبيل في لبنان، ومهرجان الأردن. وقال بن فرج: «نحترم كل المهرجانات الاخرى في منطقتنا العربية والمتوسطية ونتفاعل معها ايضاً لكن لا نخشى منافسة اي منها لأن قرطاج له خصوصياته وموقعه الريادي في الخارطة الفنية». وعبّر نقاد في تونس عن خشيتهم من ان تنتزع مهرجانات اخرى الاضواء من قرطاج باستقطاب ابرز النجوم العرب والعالميين خصوصاً بعد تراجع مذهل شهده المهرجان في السنوات العشر الاخيرة. وأطلقت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث خططاً تهدف لاستعادة بريق المهرجان وجعله مقتصراً على كبار الفنانين بعد ان اعتلاه مغنون وصفوا بأنهم لم يصلوا الى مستوى يؤهلهم لاعتلاء هذا المسرح العريق. وخلال الاعوام الثلاثة الماضية بدأ المهرجان يستعيد جزءاً من إشعاعه، لكن يبدو ان تنظيم الدورة الحالية المدجّجة بالنجوم بدد المخاوف في شأن هذا المهرجان. وتعود نجمة الغناء العربي وردة الجزائرية الى اعتلاء خشبة قرطاج بعد غياب استمر لنحو 20 سنة في حفلة تقام في 28 تموز (يوليو)، إضافة الى أزنافور ومارسيل خليفة وباتريسيا كاس، وناتالي كودون من فرنسا، ونجم الراي الجزائري خالد. كما يشارك في المهرجان الذي يستمر حتى آب (أغسطس) اللبنانيان ملحم بركات وفضل شاكر، ولطفي بوشناق وأمينة فاخت من تونس، وعلي خان من باكستان، وشيرين عبدالوهاب من مصر. وأضاف بن فرج: «انتظروا لتشاهدوا تلك الجماهير التي ستتدفق من الخارج في حفلات ازنافور ووردة والشاب خالد ومارسيل خيلفة... هذا هو قرطاج الانفتاح والابداع». ومضى قائلاً: «لا تنسوا أيضاً دور قرطاج في صنع النجوم ودوره في دعم كل الطاقات المبدعة. ادعوكم لاكتشاف طاقات غازي العيادي وأسماء بن احمد وليلى حجيج وعدة مبدعين آخرين». واقترن اسم مهرجان قرطاج بالمسرح الروماني المتربع فوق تلة «بيرصة» المشرفة على آثار هذه الضاحية التونسية التي كانت عاصمة للفينيقيين وغنى على خشبته فنانون كبار مثل كوكب الشرق ام كلثوم وفيروز ونجاة وعبدالحليم حافظ وميادة الحناوي. وتفتتح الدورة الحالية بعرض اوبرا «الصباح الجديد» الذي يجمع بين الشعر والموسيقى والرقص والمخصص لتكريم الشاعر ابو القاسم الشابي في الذكرى المئوية لميلاده. ويختتم المهرجان بعرض «البساط الاحمر» للموسيقي التونسي رياض الفهري وعازفين من الاوركسترا السيمفونية في فيينا.