أطلقت الأممالمتحدة تحذيرا شديد اللهجة لطرفي النزاع في جنوب السودان، من مغبة التنصل من اتفاق السلام الذي تم توقيعه في أغسطس الماضي في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح بأي إخفاق جديد. وقال المتحدث باسم أمين عام المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك في تصريح صحفي أمس "كما أعلن مجلس الأمن وسائر المجتمع الدولي، فإن الفرصة الحالية قد تكون الأخيرة أمام الجميع، وإذا حدث أي تقاعس فإن مجلس الأمن سوف يجتمع على الفور ويقرر ما ينبغي اتخاذه بشأن الطرف المتسبب في ذلك". وأضاف "الوضع الإنساني في الدولة الوليدة لا يحتمل أي تأخير، ولا بد من وقف القتال والالتزام بما وافق الطرفان على توقيعه في أديس أبابا، وتقارير المنظمات الإنسانية المختصة تؤكد أن الوضع لم يعد يحتمل التسويف، فعشرات الآلاف من المدنيين مهددون بالموت جوعاً، ولا بد من استثمار الموسم الزراعي الذي على الأبواب لإنقاذهم". من جهة أخرى، اتهمت منظمة اليونسكو طرفي النزاع في دولة جنوب السودان، بتجنيد آلاف الأطفال قسرا في صفوفهما، وأشارت إلى أن الحكومة بقيادة سلفا كير ميارديت، وحركة التمرد، بقيادة رياك مشار تورطت في تجنيد نحو 16 ألف طفل بالقوة هذا العام، إلى جانب أطراف أخرى في النزاع المسلح. وقال المتحدث باسم المنظمة، كريستوف بوليراك، في مؤتمر صحفي بجنيف "لا تزال الانتهاكات الخطيرة لحقوق الأطفال، بينها اغتيالات وعمليات خطف وأعمال عنف جنسية، ترتكب على نطاق واسع من كافة الأطراف المعنية، وأبلغت الآلاف من الأسر عن فقدان أبنائها في ظروف غامضة، كما أن الطرفين يتبادلان عمليات خطف الأطفال عقب الغارات التي تشهدها معظم أنحاء البلاد بين فترة وأخرى". وأضاف "يبقى وضع الأطفال خطيرا، رغم توقيع اتفاق السلام في أغسطس الماضي".