حذرت منظمات دولية من احتمال انهيار اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين الفرقاء في جنوب السودان في أغسطس الماضي، مشيرة إلى تزايد انتهاكات وقف إطلاق النار من الجانبين. وأضافت أن مراقبين يتبعون الأممالمتحدة وثقوا العديد من الانتهاكات، وحذروا من أن عودة القتال إذا حدثت فسوف تكون أشد وطأة مما مضى، وسوف يؤدي ذلك إلى كارثة إنسانية، لاسيما مع تزايد احتمالات وقوع مجاعة في البلاد، قد يبلغ عدد ضحاياها 30 ألف مدني. وكان الرئيس سلفا كير ميارديت قد حذر من أن جيشه سيجد نفسه مضطرا لمواصلة القتال، بسبب الانتهاكات التي يقوم بها المتمردون بقيادة رياك مشار، مشيرا إلى أن جنوده يواجهون هجمات متكررة وشبه يومية في العديد من مناطق القتال. فيما قال مشار إن جنوده لا يقومون سوى بالدفاع عن أنفسهم في مواجهة اعتداءات الطرف الآخر، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة كانت قد اتهمت الجيش الحكومي الشهر الماضي بالمبادرة في القتال، وتكرار انتهاك وقف إطلاق النار. وقال "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نتعرض يوميا إلى هجمات مكثفة، وعلى المجتمع الدولي أن يكون أكثر جرأة ويوقف الطرف المعتدي، لاسيما أنه معروف للجميع ولا يحتاج الأمر إلى جهود كي تتم إدانته بانتهاك الاتفاق". وكانت وساطة أفريقية قادتها الهيئة الوطنية للتنمية في دول شرق ووسط أفريقيا، المعروفة اختصارا باسم "إيجاد"، وضغوط مكثفة قادتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأفريقي، وتهديدات مباشرة من مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على طرفي النزاع، قد نجحت في أغسطس الماضي، في دفع الطرفين إلى توقيع اتفاق سلام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلا أن الاتفاق تعرض لانتهاكات متواصلة بمجرد توقيعه، على غرار اتفاقات أخرى تم توقيعها في وقت سابق. ورغم أن "إيجاد" أعلنت الأسبوع الماضي رسميا انتهاء الأعمال القتالية في دولة الجنوب، إلا أن مخاوف العودة إلى الحرب مرة أخرى لا تزال تنتاب مواطني الدولة الوليدة.