تزايدت الضغوط الدولية على أطراف النزاع في جنوب السودان لوقف الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعة أشهر. وهددت الأممالمتحدة الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار بتحمليهم مسؤولية الفظائع، بينما بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولة أفريقية لتسريع عملية السلام المتعثرة في الدولة المضطربة. وحذرت مسؤولة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس، قادة جنوب السودان من أنهم سيُعتبرون مسؤولين عن تحول «الخطر الحقيقي» بحصول مجاعة إلى أمر واقع، في ظل «تنامي السخط العالمي من ارتكاب فظاعات». وقالت بيلاي التي التقت سلفاكير ومشار للصحافيين: «صدمتني اللامبالاة الظاهرة حيال خطر المجاعة الذي أبداه كلا القائدين. لم يتأثرا كثيراً بالجوع وسوء التغذية المنتشرين على نطاق واسع بين مئات الآلاف من أبناء شعبهما، بسبب فشلهما شخصياً في حل خلافاتهما سلمياً». وأعلنت بيلاي أن أكثر من 9 آلاف طفل جندوا في المعارك المستمرة منذ 4 أشهر في جنوب السودان من قبل الحكومة والمتمردين، «كما قُتل أطفال دون تمييز خلال هجمات على المدنيين من الجانبين». وأكد المستشار الخاص للأمم المتحدة لمنع الإبادة إداما دينغ، الذي يرافق بيلاي، أن الأممالمتحدة «لن تسمح» بتكرار الإبادة التي شهدتها رواندا عام 1994، في جنوب السودان. وقال دينغ في ختام الزيارة لجنوب السودان إن «التحريض على الكراهية» وارتكاب مجازر «على أساس عرقي» يثيران المخاوف من أن «يتجه هذا النزاع إلى مواجهات عنيفة خطيرة يصعب السيطرة عليها». من جهة أخرى، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سلفاكير على الدعوة علانية إلى إنهاء «الحملة السلبية» على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومقاضاة المسؤولين عن الهجمات ضد المدنيين والأممالمتحدة. ودعا الأمين العام في مكالمة هاتفية مع سلفاكير إلى «وقف فوري للمعارك الشنيعة والقتل المروع للمدنيين في جنوب السودان». في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولته الافريقية الاولى التي تشمل اثيوبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية وانغولا وستركز على الاوضاع في جنوب السودان». ويجري كيري محادثات في أديس أبابا غداً، محادثات مع مسؤولين من اثيوبيا وكينيا وأوغندا، لتسريع عملية السلام المتعثرة في الدولة الوليدة وسحب القوات الأوغندية من هناك لتجنب صراع اقليمي. وأعلنت الخارجية الاميركية أنها ستوجه «رسائل قوية الى طرفي النزاع في جنوب السودان ليعلما أنهما سيتحملان المسؤولية اذا لم يتخذا الاجراءات اللازمة لوقف العنف».