بعد أن كانت مصدر توجس وقلق، ومحط أنظار مراقبي البلدية في سنوات مضت، فما أن تقع أعينهم على بيت من الطين، إلا ويعاينونه هل هو آيل للسقوط أم لا؟ وإذا كان يشكل خطرا أمهروه بالطلاء الأحمر بعبارة "المبنى آيل للسقوط يرجى إزالته ومراجعة البلدية"، إلا أن الوضع اختلف كثيرا عن السابق، بعد أن عمدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إلى تفعيل الشراكات مع الأمانات والبلديات بالمنطقة، وتحويل البيوت الطينية من مصدر القلق إلى مزارات سياحية فرص استثمارية أمام رجال الأعمال والمختصين في المحافظة على التراث العمراني. وينتظر أن يُطلع رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز عدداً من رجال الأعمال والمستثمرين على فرص الاستثمار في هذا القطاع بوصف التراث العمراني رافداً أساسياً في الاقتصاد الوطني وداعماً للتنمية في مناطق المملكة كافة، ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الخامس الذي تنظمه الهيئة وشركائها بالقصيم ويفتتحه أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود الأسبوع القادم، وسيبين الأمير سلطان لرجال الأعمال نوعية المشروعات المطروحة للاستثمار والتي تتميز بمقومات النجاح التي تحقق مردودا مادياً للمستثمرين، وتوفر في الوقت ذاته فرصا وظيفية. البلدات التراثية المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إبراهيم المشيقح ، كشف عن بدء البلدات التراثية بالقصيم فتح أبوابها أمام الزوار بعدد من الفعاليات والأنشطة ضمن فعاليات وأنشطة ملتقى التراث العمراني الخامس بالقصيم الذي تبدأ فعالياته الإثنين القادم 18 صفر وتستمر حتى 22 من الشهر نفسه. مشيراً إلى فعاليات ستنطلق في سوق المجلس بالمذنب وسوق المسوكف في عنيزة بالإضافة لتشغيل الديرة القديمة بعيون الجواء، إضافة لتشغيل الخبراء التراثية في عدد من البرامج والأنشطة، وتستعرض البلدات التراثية في القصيم أمام الزوار والضيوف أهم مرتكزات التراث العمراني التي عملت عليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع شركائها من البلديات في إعادة تأهيل تلك المواقع للحياة. وقال المشيقح "إن تشغيل البلدات التراثية بالتزامن مع ملتقى التراث العمراني هو تفعيل الوعي عن تراثنا العمراني في المواقع، إضافة للتعريف بالمواقع وتشغيلها بشكل مؤقت أمام الزوار وكذلك أمام المستثمرين"، وبين المشيقح أن منطقة القصيم تزخر بالعديد من مواقع التراث العمراني، وأن هناك مبادرات فردية في تأهيل مواقع التراث العمراني.