بددت إشراقة أشعة شمس جدة أمس مخاوف سكانها، بعد ما عايشوه من قلق طالهم جراء تراكم الغيوم السوداء فوق مدينتهم، وهطول الأمطار الغزيرة عليها أول من أمس، لتعود الحياة الطبيعية إلى سابق عهدها، وتدب الحركة النشطة في كثير من أحيائها وشوارعها، عدا القليل منها الذي ما زال يحمل في جنباته بركا من المياه الراكدة تنتظر مضخات أمانة جدة لنزحه عنها. تعطل المركبات رصدت "الوطن" ميدانيا في عدد من الشوارع الرئيسة في مدينة جدة اعتلاء عدد كبير من المركبات أرصفة الشوارع الجانبية، إما بسبب عطل أصابها جراء كثافة المياه التي دخلت جوفها، وإما بسبب خوف قائديها على التقدم إلى منطقة ربما تكون أسوأ من المكان الذي هم فيه، ليعودوا اليوم مستقلين مركبات السحب لسحب مركباتهم للورش الصناعية، إذ بلغت قيمة سحب المركبة 300 ريال ل"الونش" و400 ريال ل"السطحة". استغلال السطحات المثل العربي القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد"، ينطبق على كثير من أصحاب المهن المتعلقة بخدمة المركبات، مثل قائدي مركبات السحب "الونشات" و"السطحات"، ومثلهم القائمون على ورش تصليح المركبات والمغاسل، فقد كان سوقهم أمس عامرا وحافلا بالنشاط والكسب المبالغ فيه، جراء تعطل مئات المركبات على أكتاف الطرقات وأرصفتها، ممن علقوا في كثير من الشوارع والتقاطعات، وغادروا مركباتهم يوم أول من أمس، إما سيرا على الأقدام لأقرب نقطة يحصلون فيها على مركبة "تاكسي" تقلهم إلى منازلهم، أو ممن سنحت لهم فرصة "الفزعة" وأقلهم شخص عابر بجانبهم إلى مقر سكنهم. إقبال على الورش سجلت ورش إصلاح المركبات في المناطق الصناعية شمال وشرق ووسط وجنوب جدة إقبالا كثيفا من ملاك المركبات التي تعرضت لأعطال معظمها كهربائية، إضافة إلى أعطال ميكانيكية استغل فيها القائمون على هذه الورش رفع أسعار إصلاحها المعهودة إلى الضعف وأكثر في بعض الورش. في حين لم تكن مغاسل المركبات في جدة بمنأى عن سابقيها في قطاع خدمة المركبات، فقد شهدت هي الأخرى إقبالا كثيفا وطوابير امتدت إلى مسافات كبيرة خارج محيطها أغرت القائمين عليها إلى رفع أسعار الغسيل للمركبات الصغيرة من 25 ريالا إلى 35 ريالا والمركبات الكبيرة من 50 ريالا إلى 80 ريالا في حين وصلت في بعضها الآخر إلى 100 ريال.