أشارت تقديرات فرنسية غير رسمية حديثة، إلى أن سبعة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا، فيما ذكرت استطلاعات للرأي أجريت عام 2011، أن عددهم يصل إلى حوالى ستة ملايين. كما قدرت وزارة الداخلية الفرنسية أعداد المسلمين بحوالى 4.5 ملايين، غالبيتهم من دول المغرب العربي، وتصل نسبتهم إلى 82% من مجمل المسلمين، وفقا لدراسة المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية. وتتصدر فرنسا قائمة البلدان الأوروبية بأعداد المسلمين، كما تعتبر المصدر الأول للمتشددين الذين ينتمون إلى تنظيمات متطرفة، إذ بلغ عددهم نحو 1850 متشددا وفقا لإحصائيات حديثة. السلفيون يتراوح عدد السلفيين في فرنسا ما بين 10 و15 ألفا، وفقا لأرقام وزارة الداخلية الفرنسية في يونيو الماضي، وهي أرقام مرشحة للارتفاع إلى 20 ألفا، إلا أن هذه الأرقام تظل غير دقيقة نتيجة حظر الإحصاءات العرقية في القانون الفرنسي. ويوجد في فرنسا 2500 مسجد، من بينها 90 يتم التركيز فيها على إقناع الناس بالسلفية توجد في منطقة "إيل دو فرانس"، التي تشمل باريس وأريافها، والتي يقطنها 5 آلاف سلفي، وفي منطقتي ليون ومرسيليا. من ناحية ثانية، وحسب المديرية العامة للأمن في الأماكن المغلقة "RPS"، فإن عدد السلفيين تضاعف ثلاث مرات بين عامي 2010 و2015، ليرتفع من 15 ألفا إلى 32 ألفا، وتتركز الزيادة في المراكز الحضرية الكبيرة، مثل باريس، رون ألب وبروفانس-ألب - والريفيرا. ويعزو عالم الاجتماع الفرنسي سمير أمجار توسع السلفية في المقام الأول إلى الدعوة القديمة للطلاب الأوروبيين الذين درسوا في بعض جامعات الدول العربية، وقدموا العديد من المحاضرات في فرنسا وعملوا على ترسيخ فكرتهم، مبينا أن دعاة السلفية يمارسون نشاطاتهم وفق القانون الفرنسي العلماني الذي يحترم الحريات الدينية والفكرية. المهمشون ينحدر معظم السلفيين المتشددين في فرنسا من الطبقات الوسطى والعليا، لا من الفقيرة، وهم في غالبيتهم ينتمون إلى ما يمكن تسميته بالجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين الجزائريين والمغاربة وأفارقة الساحل، وتتراوح معدلات أعمارهم بين 15 و30 عاماً، كما تم تسجيل 66 قاصراً دون 18 عاماً، قصدوا مناطق القتال في سورية والعراق. ويسكن المتشددون غالباً في الضواحي الهامشية والحساسة والمتوترة، التي وجهت لعمال البناء القادمين من الجزائر في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كما أن معظمهم معروف لأجهزة الشرطة، لتورطهم في جرائم بسيطة، ويوحدهم الشعور بالغبن وعقدة المعاناة من العنصرية والاضطهاد من القوى الغربية، والرغبة في الانتقام إلا أن نسبة مهمة من المتشددين هم من الطبقات المتوسطة، وجزء مهم من المرشحين لممارسة العنف، هم أيضاً فرنسيون أصليون، لا يرجعون إلى أي أصول أجنبية. عمليات التجنيد بعد التجنيد عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، تعتبر السجون في فرنسا بيئة حاضنة للعناصر المتطرفة، التي تجد في هذا الفضاء تربة خصبة لجذب الشبان المعتقلين بتهم السرقة والعنف، وتجنيدهم في التنظيمات الإرهابية، مستغلة جهلهم بالإسلام، وفشلهم الدراسي والاجتماعي، فضلا عن اكتظاظ السجون بهم وقلة الموظفين بالنظر إلى أعدادهم. وسجّل تقرير رفعته لجنة تحقيق خاصة إلى مجلس الشيوخ الفرنسي في يونيو الماضي عجزاً كبيرا للمسؤولين عن قطاع السجون في الحد من عمليات الاستقطاب، مبينا في الوقت نفسه "القدرة الفائقة للعناصر المتطرفة على التخفي والذوبان وسط السجناء لعدم لفت الانتباه". يُشار إلى أن 70% من نزلاء السجون في فرنسا من المسلمين، في حين يشكل المسلمون في كل من إنجلترا وإمارة ويلز 14% من إجمالي عدد المسجونين، وفقا لإحصاءات وزارة الداخلية البريطانية. إلى ذلك، وحسب مراقبين فإنه ليس جميع السلفيين في فرنسا إرهابيين، إلا أن الإرهابيين في هذا البلد غالبيتهم سلفيون.