اقتحمت فرقة من قوات المستعربين الإسرائيلية التي يطلق عليها "فرق الموت"، أمس، غرفة مصاب فلسطيني يرقد في مستشفى بالضفة الغربية للعلاج واختطفته، فيما أطلقت الرصاص على ابن عمه ليسقط شهيدا، دون اكتراث بالمواثيق الدولية والإنسانية. وكانت الساعة قاربت أذان الفجر، حينما وصل عدد من الأشخاص مع امرأة قالت إنها تعاني من مخاض الولادة إلى المستشفى الأهلي في مدينة الخليل في الضفة الغربية. ووصلت مجموعة المستعربين التي بلغ عددها 21 شخصا، تبدو عليهم الملامح العربية، وبعضهم كانوا يرتدون الكوفية الفلسطينية، إلى قسم الطوارئ، ثم أخرجوا من تحت ملابسهم مسدسات وتوجهوا مباشرة إلى الغرفة التي يوجد فيها عزام شلالدة "20 عاما"، والذي تزعم قوات الاحتلال طعنه إسرائيليا قبل أسبوعين، إذ هاجمت شلالدة في سريره بهدف اعتقاله، بعد أن طلبت كل من كان في المكان بالتنحي جانبا، وعدم التدخل تحت تهديد السلاح. إعدام فوري ولدى محاولة أفراد القوة اعتقال شلالدة ظهر ابن عمه عبدالله "27 عاما" ليباغته أفراد وحدة الموت بإطلاق الرصاص عليه فسقط على الأرض شهيدا، فيما تجمع عشرة من عناصر وحدات الموت حول شلالدة، ووضعوه على كرسي متحرك وخرجوا به من المستشفى إلى سيارات عسكرية وصلت إلى مدخل المستشفى. وأشارت وزارة الصحة إلى أن الشهيد عبدالله أصيب برصاصة عند الأذن وأخرى في الصدر وثلاث في يديه، ليلقى الشهادة على الفور، لافتة إلى ارتفاع عدد الشهداء منذ بداية الهبة الجماهيرية إلى 83 شهيدا. وقال وزير الصحة الفلسطيني الدكتور جواد عواد "إعدام الشلالدة برصاص قوة وحدة المستعربين الإسرائيلية، داخل المستشفى الأهلي بالخليل، دليل واضح على أن إسرائيل لا تقيم وزنا لكل المواثيق الدولية والإنسانية"، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة لحماية الشعب الفلسطيني. إقرار بالجريمة من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي بعملية الاقتحام وقتل شلالدة واختطاف إبن عمه وقال "تؤكد أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه لن يكون هناك مأوى آمن للمهاجمين كائنا من كانوا". من ناحية ثانية، أصدر ما يسمى قائد "الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال" أمس، قرارا بهدم ومصادرة، لمنزل عائلة الشهيد بهاء محمد عليان في بلدة صور باهر في القدسالشرقيةالمحتلة، فيما واصلت قوات الاحتلال احتجازها جثمانه مع ما يزيد عن 20 فلسطينيا تتهمهم قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. إلى ذلك، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أول من أمس، اجتماعا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بحثا خلاله أفكارا محددة لوقف العنف وتحسين الأوضاع على الأرض في الضفة الغربية وغزة، ودفع العملية السياسية إلى الأمام. وقال المتحدث باسم الخارجية، جون كيربي، في بيان "المبعوث الأميركي الخاص فرانك لوينشتاين سيغادر ومعه فريق إلى إسرائيل في الأيام القريبة المقبلة، لمواصلة البحث وتطوير هذه الأفكار بشكل أكبر".