فيما أحيا آلاف الفلسطينيين بمدينة كفر قاسم، أمس، الذكرى 59 للمجزرة التي ارتكبها جنود إسرائيليون عام 1956 في المدينة، وراح ضحيتها 48 فلسطينيا، بينهم 23 طفلا، واصلت قوات الاحتلال جرائمها وقتلت أمس فلسطينيا وجرحت آخر في مدينة الخليل بالضفة الغربية، بادعاء أنهما حاولا طعن جنود إسرائيليين في المدينة. من ناحية ثانية، صدرت تعليمات للمتظاهرين بأخذ الاحتياطات اللازمة من عناصر إسرائيلية تتخفى في أزياء عربية بغرض اعتقالهم، وقال فلسطينيون على شبكات التواصل الاجتماعي، إن الهدف من هذه التعليمات هو أن عناصر"المستعربين" الإسرائيليين يتخفون بالزي العربي، لكنهم يخفون مسدساتهم باستخدام قمصانهم أو من خلال ارتداء معاطف تخفي المسدسات". إعدامات ميدانية وكان المستعربون وهم عناصر من الوحدات الخاصة الإسرائيلية يطلق عليها "فرق الموت" وتبدو عليهم الملامح العربية، بدؤوا كظاهرة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى في نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات والانتفاضة الثانية التي بدأت عام 2000، كما عادت هذه الظاهرة أخيرا مع بدء المواجهات، مطلع الشهر الجاري. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي جددت إدخال قوات المستعربين في مواجهة الهبة الشعبية، فنفذت إعدامات ميدانية واختطاف مطلوبين، وأطلقت الرصاص على معتقلين بعد اعتقالهم. وأضافت "الهدف الرئيسي للمستعربين هو القتل دون سابق إنذار"، مشيرة إلى أن "الهوس الأمني الإسرائيلي دفع بوحدات المستعربين إلى اقتحام المدن والقرى والبلدات الفلسطينية لتنفيذ العديد من عمليات الخطف والاعتقال". جهود دولية من جهة أخرى، كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يدرس إمكانية إنشاء محكمة أمن دولة للتعامل مع الهجمات الفلسطينية الأخيرة. وأضافت المصادر "المحكمة ستنظر في قضايا الاعتقال الإداري وسحب حق المواطنة والإقامة الدائمة من منفذي العمليات وهدم منازلهم وكل ما يتعلق بالهجمات وتمويلها". إلى ذلك، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لاهاي، أمس، رئيسة مجلس الشيوخ الهولندي انكي بروكيرز كنول، ورئيسة مجلس النواب أنوشكا فان ملتنبيرج. وأطلعهما على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبه، واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين العزل، الذين يتعرضون للقتل والتنكيل والاعتداءات التي تنتهك أبسط حقوقهم التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية، مطالبا بتوفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني.