في دراسة قدمها لمؤتمر "تأصيل الانتماء والمواطنة" المنعقد في منطقة القصيم أخيرا، اعترف وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، بأن مناهج التعليم في المملكة كانت تحتوي على ما يساعد على نفي الاهتمام بالمواطنة والانتماء للوطن، ما نتج عن ذلك مشكلة نفسية عند البعض في معنى الانتماء والمواطنة. وأكد آل الشيخ أن المشكلة تم لمسها واقعيا، حيث رسخت على مدى سنوات طويلة اعتقادا عند الشباب بأن الاهتمام بالوطن غير مطلوب، منتقدا "الطرح الإسلامي"، وأن كثيرا من الدعاة المعتدلين وكثيرا من الحركات الإسلامية والمهتمين بالشأن الإسلامي، لم يولوا موضوع الانتماء والمواطنة الاهتمام المطلوب، بل قالوا إنه لا اهتمام بالوطن في الإسلام أصلا، وإنما الاهتمام بالوطن الإسلامي الكبير. انتقد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ ما وصفه ب"الطرح الإسلامي"، معتبرا أن كثيرا من الدعاة المعتدلين وكثيرا من الحركات الإسلامية والمهتمين بالشأن الإسلامي، لم يولوا موضوع الانتماء والمواطنة الاهتمام المطلوب، بل قالوا إنه لا اهتمام بالوطن في الإسلام أصلا، وإنما الاهتمام بالوطن الإسلامي الكبير، مشيرين إلى أن الوطن الصغير أرض وتراب، ولا يسوغ ذلك الاهتمام بأرض وتراب. وأضاف أن هذه الفكرة مشت عليها أجيال في بلاد المسلمين، ونشأ عنها تأثير في اللاوعي عند المتلقي، وسلبية في المشاعر، وعدم حب الوطن والانتماء إليه. جدل المناهج واعترف الوزير في دراسة قدمها لمؤتمر "تأصيل الانتماء والمواطنة" الذي عقد في منطقة القصيم خلال الفترة الماضية، بأن مناهج التعليم في المملكة كانت تحتوي على ما يساعد على نفي الاهتمام بالمواطنة والانتماء للوطن الخاص، ونتج عن ذلك مشكلة نفسية عند البعض في معنى الانتماء والمواطنة، مؤكدا أن المشكلة تم لمسها في الواقع حيث رسخت على مدى سنوات طويلة اعتقادا عند الشباب بأن الاهتمام بالوطن غير مطلوب، وصار هناك تفريق بأن أحد الاهتمامين يلغي الآخر، ويقول بعضهم إن الإسلام جاء وانتشر ولما انتشر صار وطنا كبيرا، ويجب أن نهتم بالوطن الإسلامي الكبير فقط. ضعف الانتماء وأضاف آل الشيخ قائلا "لا يمكن أن نكون مهتمين بالكبير دون أن نهتم بالصغير، ومنهج وزارة الشؤون الإسلامية بالتأكيد منهج إيجابي عملي، لا ينشغل بالحكم على هذه الإفرازات، وعلى من كان سببها، أو من وراء هذه الفكرة، أو من تسبب في ترسيخ هذه العقيدة، فكل هذا حصل وانتهى، وصار واقعا، والواقع يغير بالعلم، والشيء إذا صار فيه نقص فهم، ونقص ثقافة وإدراك، ونقص تأصيل، فإنه يعالج بالتأصيل وبالعلم وبالمسائل الشرعية، لذلك كان لزاما طرق هذا الموضوع، حتى يكون مادة بحث لدى طلاب العلم والخطباء والأئمة ويلقونه على الناس".
مطلب شرعي وأكد آل الشيخ أنه لا يمكن القيام بالأوامر الشرعية التي يطلبها الشرع، دون الشعور بأهمية البذل للناس، وتحقيق الأمر الشرعي والإيجابية الشرعية والتأثير الشرعي للشعور بالانتماء والمواطنة. وأضاف "لذلك لدينا في بلدنا بعد انتماء بوجود مكة والمدينة، فهذا الأثر العظيم الذي تتعلق به قلوب الكثير من أهل الأرض به لا يقدر بمال مهما بلغ، ولما في هذا البلد من أماكن مقدسة صارت له هيبة، ولذلك فإن الشعور بالانتماء والشعور بالمواطنة التي نفرح ونعتز بها أكثر وأكثر، وهو ما يعزز حبنا لبلدنا. العزلة الشعورية وتطرق آل الشيخ إلى فكرة "العزلة الشعورية"، مبينا أنها طرحت من بعض الحركات أو التحركات أو الجماعات الإسلامية أو بعض الفصائل للتنفير من الإيجابية في المجتمع، إذ يقولون- أي الجماعات الإسلامية- هذا مجتمع فاسد جاهلي، فعش في عزلة شعورية في داخلك، لست منهم لكن عاملهم، لكن كن شعوريا منعزلا، يعني لا تشعر بانتماء لهم، انتماؤك إنما هو لجماعتك الخاصة. وأرجع الوزير وجود الأفكار التكفيرية والتفجيرية والغالية في شباب كثيرين في الأمة، إلى العزل الحركي والعزل الدعوي المتأصل في فئة قليلة متطرفة في العالم منذ عدة عقود.
أثر الانتماء ولفت الوزير في دراسته إلى أن الأثر الذي يترتب على حب الوطن أثر عظيم جدا في الإنتاج، ويعني وجود الانتماء مع الناس، وأن بينهم شعورا واحدا، وهذا مهم جدا في نشر الشرع بقوة، وعظيم الأثر في الدعوة، والخير، والإحسان، والبذل. وقال إن الأثر المطلوب هو: 1- لا يمكن أن تتحقق الأوامر الشرعية إلا بالانتماء. 2- لا يمكن أن أكون محبا لأخي ما أحب لنفسي، وأنا لا أعيش معه في نوع من الانتماء. 3- لا يمكن أن أبذل للناس وأكرم الجار وأهتم به إلى سابع جار وإلى أربعين، وأهتم بمن حولي، دون أن يكون هناك شعور بالانتماء الشرعي لهم.
نتائج الدراسة 1-أهمية موضوع المواطنة والانتماء شرعا 2- الانتباه إلى خطأ العزلة عن الناس وإنكار الانتماء 3- أهمية دور الدعاة في تأصيل المعنى الشرعي للانتماء 4-حب مكة والمدينة الشرعي معناه حب هذا الكيان العظيم "المملكة" 5- أدلة شرعية على أن الانتماء للوطن وحبه من الأمور المشروعة