غداة قرارات البرلمان العراقي المقيدة لجهوده في مواجهة الفساد المستشري في المؤسسات العامة، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إصراره على الاستمرار بالإصلاحات ومحاربة الفساد والفاسدين، وعدم التراجع عن ذلك، رغم التحديات والعقبات. وشدد العبادي على أنه "لن تفلح محاولات من خسروا امتيازاتهم بإعاقة الإصلاحات، أو إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ونقض ما أنجزناه، فإرادة المواطنين أقوى منهم، وستقتلع جذور الفساد وتحقق العدل في العراق". محاربة الفساد يأتي ذلك في وقت قال مسؤولان بوزارة التجارة العراقية، أمس، إن القائم بأعمال وزير التجارة أقال سبعة من كبار مسؤولي الوزارة لاتهامات تتعلق بالكسب غير المشروع ومن بينهم مدير الشركة العامة لتجارة الحبوب. وأضاف المسؤولان، اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما، أن القرار جزء من "عملية شاملة لتنظيف الوزارة من المسؤولين الذين توجد عليهم شبهات بالفساد". وكانت صدرت مذكرة اعتقال بحق وزير التجارة ملاس محمد عبدالكريم الشهر الماضي بعد تحقيق بشأن تلقي رشى والحصول على مزايا بشكل غير قانوني وإساءة استغلال منصبه. ميدانيا، تمكنت القوات المشتركة من استعادة منطقة السبعة كيلو غربي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، من قبضة تنظيم داعش الإرهابي أمس، كما تمكنت من رفع ومعالجة جميع العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم. تواصل الاستعدادات وذكر قائد عمليات الأنبار، اللواء إسماعيل المحلاوي، في تصريحات صحفية أمس، إن القوات المشتركة تتجه الآن نحو جسر منطقة الجرايشي بعمق مدينة الرمادي، التي أصبحت شبه معزولة بعد قطع الإمدادات العسكرية عن الدواعش الموجودين فيها، لافتا إلى أن ما يقرب من 600 متر فقط تفصل بين القوات الأمنية وجسر الجراشي. وأضاف أن القوات العراقية المشتركة تعرضت أثناء تقدمها إلى قصف بالهاونات ونيران الرشاشات من قبل تنظيم داعش. وكانت القوات الأمنية التابعة إلى قيادة عمليات الأنبار طوقت منطقتي البو فراج والبو ذياب في طريقها لاستعادة منطقة الجرايشي الاستراتيجية، بعمق مدينة الرمادي. وفاة الجلبي عراب الغزو الأميركي للعراق
توفي في بغداد، أمس، رئيس اللجنة المالية النيابية وزعيم حزب المؤتمر الوطني النائب أحمد الجلبي، نتيجة أزمة قلبية في منزله بمدينة الكاظمية شمالي العاصمة عن عمر ناهز 70 عاما. وكان الجلبي الذي يعتقد أنه كان وراء إقناع الولاياتالمتحدة بتبني غزو العراق للإطاحة بنظام صدام حسين السابق عام 2003، قد شكل حزبه "المؤتمر الوطني" منتصف تسعينات القرن الماضي ليقود القوى العراقية المعارضة للنظام السابق، إلا أنه خلال الدورات التشريعية السابقة لم يحصل على تمثيل واسع لحزبه في مجلس النواب. واختير الجلبي عضوا في مجلس الحكم وأحد الرؤساء الدوريين للمجلس، ثم شكل البيت السياسي الشيعي لخوض أول انتخابات تشريعية في عام 2005. وتولى الجلبي منصب نائب رئيس الوزراء، وترأس لجانا حكومية تولت رسم السياسية المالية والاقتصادية في العراق خلال السنوات الماضية فضلا عن مشاركته في كتابة الدستور. وفيما نعى مجلس النواب ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم ومسؤولون آخرون رحيل الجلبي بوصفه من أبرز معارضي صدام حسين، إلا أن مواقفه السياسية كانت مثيرة للجدل. وفي هذا السياق قال عضو مجلس النواب السابق حسن الجنابي ل"الوطن" إن الجلبي كان وراء إصدار قرار حل الجيش العراقي السابق، وتشكيل هيئة اجتثاث البعث، فضلا عن تأسيس البيت السياسي الشيعي فكان أول تنظيم يعتمد الاصطفاف المذهبي لخوض الانتخابات التشريعية في دورتها الأولى، فضلا عن علاقاته القوية بالمسؤولين الإيرانيين. كما عرضت فضائية عراقية وثائق ومشاهد مصورة عن الجلبي، تشير إلى تورطه في سرقة آثار واستحواذه على أرشيف جهاز المخابرات العراقي، وتقديم مخطوطة نادرة من التوراة إلى الولاياتالمتحدة وصلت في ما بعد إلى إسرائيل.