أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية عبدالله عبدالباسط أنه لا يرى د مبررا لقيام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بقصف منطقة وزيرستان ومناطق القبائل الباكستانية بالصواريخ، في تحول واضح في سياسة باكستان نحو الحرب ضد الإرهاب، فيما افتتح الرئيس الأفغاني حامد قرضاي مجلسا للسلام لإقناع طالبان بالمشاركة في محادثات مع حكومته أمس وقال الناطق الباكستاني إن تلك الهجمات الصاروخية تخرق السيادة الباكستانية وتؤدي إلى نتائج عكسية ولا تخدم المصالح الاستراتيجية في كسب قلوب وعقول الناس في الحرب ضد المتشددين والإرهابيين. ودعا عبد الباسط الولاياتالمتحدة لإعادة النظر في عمليات القصف الصاروخية نافيا أي تفاهم بين الولاياتالمتحدة والحكومة الباكستانية حول الهجمات الصاروخية ودعا إلى إيقافها. وقد صعدت أمريكا الهجمات الصاروخية على وزيرستان في سبتمبر الماضي فقامت ب 26 هجوما صاروخيا أدى لمقتل 149 شخصا بما في ذلك النساء والأطفال. وتشير الاحصائيات الرسمية أن عدد الهجمات الصاروخية على وزيرستان بلغت منذ أن بدأت في أغسطس 2008 م 142 هجوما قتل فيها 1100 معظمهم من المدنيين. وفي هذا السياق قصفت طائرة أمريكية بدون طيار مجمعا لشبكة سراج الدين حقاني وسيارة بالقرب منه في منطقة (مير علي) بالقرب من العاصمة( ميران شاه) مما أدى المقتل 4 مقاتلين وإصابة شخصين آخرين. وأرسل رئيس اللجنة المشتركة للأركان الجنرال مايك مولن رسالة لرئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفاق كياني أعرب فيها عن اعتذاره لمقتل جنود باكستانيين عندما خرقت طائرات حلف شمالي الأطلسي الأجواء الباكستانية وقصفت موقعا عسكريا باكستانيا على الحدود في 30 سبتمبر الماضي متسببة بقتل 3 جنود وإصابة 3 آخرين. ولكن معابر طورخم على الحدود الأفغانية ظلت مغلقة لليوم الثامن على التوالي أمام شاحنات الأطلسي والتي تقوم بنقل الوقود والمؤن للأطلسي في أفغانستان. وتجددت الاتهامات الأمريكية ضد المخابرات العسكرية فقد نشرت وول ستريت جورنال أمس مقالة اتهمت فيها المخابرات العسكرية الباكستانية بأنها استخدمت نفوذها على طالبان أفغانستان ومنعتهم من الدخول في مفاوضات مدعومة من أمريكيا لإنهاء الحرب في أفغانستان عن طريق الحوار. وقد استشهدت الصحيفة بمسؤولين أمريكيين وقيادات من حركة طالبان. ونفى الناطق العسكري الجنرال أطهر عباس تلك التهم ضد المخابرات العسكرية وقال إنها مختلقة ولا أساس لها من الصحة وإنه كلما واجهت قوات التحالف نكسات في أفغانستان استخدمت المخابرات العسكرية ككبش للفداء. إلى ذلك أعلنت الشرطة الباكستانية مقتل 14 شخصا على الأقل أمس في تفجيرين استهدفا مدخل ضريح في كراتشي، جنوبباكستان. وقال الضابط أظهر علي في شرطة كراتشي "قتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار قنبلتين". وفي أفغانستان أعلن مركز قيادة القوات الألمانية في بوتسدام (ضاحية برلين) مقتل جندي ألماني وإصابة 6 آخرين في عملية انتحارية في ولاية باغلان (شمال أفغانستان) وافتتح الرئيس قرضاي مجلسا للسلام يهدف إلى إقناع مقاتلي طالبان بالدخول في محادثات مع حكومته.وكان الرئيس قد عين مجلسا للسلام مكونا من 70 عضوا من مختلف الأطياف السياسية والقبلية والدينية من المجتمع الأسبوع الماضي. ويأمل أن تقود الهيئة الجديدة الجهود الرامية إلى عرض التعاون على المتشددين الذين يخوضون حركة مسلحة دامية للإطاحة بالحكومة وطرد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من البلاد. وقال قرضاي لأعضاء المجلس المجتمعين في القصر الرئاسي: "الناس في كل قرية وفي كل منطقة من هذا البلد.. يأملون أنه من خلال جهودكم يتحقق سلام دائم في هذا البلد المقهور". وجدد أيضا دعوته لمقاتلي طالبان بأن "يأتوا ويستجيبوا لتلك الدعوة بالسلام" ويدخلوا المفاوضات.