بعد يوم واحد من اجتماعات مكثفة عقدها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الطرفين الفلسطيني والأردني لاتخاذ تدابير من أجل تهدئة الأوضاع في محيط المسجد الأقصى بما فيها تركيب كاميرات مراقبة لجميع مرافق الحرم القدسي، اقتحم 24 مستوطنا إسرائيليا ساحات المسجد الأقصى أمس بحراسة الشرطة الإسرائيلية. وأعلنت قوات الاحتلال اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية بعد أن قالت إنها عثرت بحوزته على سكين، فيما فشلت قوات الاحتلال في اعتقال فلسطيني آخر ارتدى زيا يهوديا تقليديا وطعن مستوطنا إسرائيليا وفر من المكان. وعلى الصعيد السياسي، قال مسؤولون في الأوقاف الإسلامية إن محادثات أردنية – إسرائيلية ستجري من أجل الاتفاق على تثبيت الكاميرات في ساحات المسجد الأقصى. وأكد مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، أنه إذا ما تم تركيب كاميرات في ساحات المسجد الأقصى، فإنها ستبث على الشبكة الإلكترونية وعلى مدار الساعة من أجل كشف حقيقة ما يقوم به المستوطنون وقوات الشرطة الإسرائيلية من اعتداءات على المصلين الفلسطينيين. اسئصال السرطان ومن جانبه، أكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبدالكريم "أبو ليلى"، أن المقترحات والحلول المزعومة التي اقترحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، هي أشبه بمن يقاوم مرض السرطان بخفض درجة الحرارة ، بينما المطلوب هو استئصال هذا المرض الخبيث الذي يحرق كل شيء، والاحتلال والاستيطان هما السرطان. من ناحية ثانية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، أمس، إن إسرائيل ستنصب كاميرات في المسجد الأقصى، مشيرا إلى أنه سيدفع باتجاه تبني مشروع قانون يعتبر إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي. رفض الرقابة الدولية في الأثناء، بادرت الحكومة الإسرائيلية برفض مقترح فرنسي، طُرح أخيرا لدى الأممالمتحدة، يقضي بإرسال مراقبين دوليين إلى القدس، ويرى مراقبون أن الفيتو الأميركي يتأهب لإجهاض أية محاولات عربية أو دولية لاعتماد المشروع. وقال المراقبون إن تل أبيب "ترفضُ أيّ وجودٍ لقوةٍ غير إسرائيلية مهما كانت صفتها، خشية الذهاب أبعد من ذلك إلى عمليةٍ لتقاسم القدس بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي خطٌ إسرائيلي أحمر، حتى لو كان ذلك يخالف القانون الدولي".