فندت طبيبات ومتخصصات مزاعم حول خطورة جهاز الماموجرام الذي يستخدم في كشف سرطان الثدي، وأكدن أن الجهاز آمن، ويكشف أحجاما دقيقة من الأورام لا يمكن للفحص الذاتي إظهارها. جاء ذلك، على هامش تدشين المدير العام للشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة بالنيابة، الدكتور أحمد إبراهيم الصغير، مساء أول من أمس، فعاليات الشهر التوعوي لسرطان الثدي، والذي ينظم في أكتوبر من كل عام، في رعاية الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، ومشاركة جمعية زهرة. وقالت المشرفة على الفعاليات ب"صحة المدينة" الدكتورة منال معجون ل"الوطن"، إن "الحملة التوعوية تنظم في إطار البرنامج الوطني لسرطان الثدي الذي دشنته وزارة الصحة منذ 1432، وتتركز على التوعية بالمرض، وطرق الكشف عنه، إذ تصل نسبة الشفاء إلى 95% عند الكشف المبكر"، مشيرة إلى أن 70% من حالات سرطان الثدي التي يتم تشخيصها في المملكة تكون في مراحل متأخرة جدا، وتكون نسبة الشفاء ضعيفة. وأضافت، "جهاز الماموجرام يكشف سرطان الثدي بحجم واحد مليميتر، إذ يبين لنا بالأشعة حجم الإصابة، وبهذا لا تدخل السيدة مرحلة العلاج الإشعاعي والكيماوي، ويستأصل الورم فقط". دراسة غير موثوقة ونفت الدكتورة معجون خطورة جهاز الماموجرام، وقالت، إن "هذا الزعم المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح، والدراسة التي تروج حول هذا الأمر غير موثوقة، وتردنا كثيرا اتصالات واستفسارات من سيدات عن الجهاز وضرره، وتخوفهم منه"، مؤكدة أن الجرعة التي تأخذها السيدة من الماموجرام ضئيلة جدا. سيدة مصابة بين كل 8 نساء وأوضحت الدكتورة معجون، أن "سرطان الثدي أكثر شيوعا في العالم، وتصاب به سيدة من كل ثماني سيدات على مستوى العالم، ومن أهم العوامل المسببة له الغذاء غير الصحي والسمنة والتدخين والكحول، وربما هناك عوامل وراثية أيضا، وإن كانت نسبتها ضئيلة"، مشيرة إلى أنه إذا أصيبت الأم أو الأخت ينصح بالكشف من العام الثلاثين. توعية السيدات من الصم والبكم وأبانت أن "صحة المدينة جهزت جناحا خاصا للسيدات من فئة الصم والبكم، لتوعيتهن بسرطان الثدي، وطرق الوقاية منه، وتدريبهن على إجراء الفحص الذاتي، وتشجيعهن على زيارة "البيت الوردي" مركز التوعية الدائم بالمرض، إذ تم توفير مترجمة للغة الإشارة بالجناح، كما تمت طباعة منشورات توعوية بلغة برايل المخصصة للمكفوفين". من جهتها، قالت الاستشارية الحاصلة على الزمالة السنغافورية والأوروبية في تصوير الثدي الدكتورة سميرة سليماني إن "سيدات المدينةالمنورة لديهن وعي بأهمية المبادرة في الكشف على سرطان الثدي، إذ اكتشفت حالات كثيرة، وكان أصغر ورم حجمه أربعة مليمترات اكتشف بالتصوير التلفزيوني، وأشعة الماموجرام". أشعة الماموجرام والإكس راي أوضحت الدكتور سليماني أهمية جهاز الماموجرام في الكشف الدقيق عن المرض، وقالت إن "الفحص الذاتي يكشف الأورام أكبر من 1 سنتيمتر، ولكن أشعة الماموجرام تستطيع الكشف عن الأورام الصغيرة جدا حتى 4 مليمترات، بل أقل". وأشارت إلى عدم وجود ما يستدعي الخوف من الكشف بالماموجرام، لأن الأشعة تستخدم من دقيقة إلى 6 دقائق، كما لا يؤدي ذلك أيضا إلى انتشار الورم في الجسم كما يعتقد البعض، والنتائج تستغرق من أسبوع إلى أسبوعين"، مشيرة إلى أن أشعة الإكس راي العادية أقوى من أشعة الماموجرام بعشر مرات.