شدد تقرير حديث صادر عن لجنة حقوق الإنسان العربية، على ضرورة محاكمة ومساءلة كل من ثبت ارتكابه انتهاكات حقوقية، سواء من ميليشيات الحركة الانقلابية الحوثية، أو أتباع الرئيس المخلوع صالح. وأشادت اللجنة على لسان رئيسها، الدكتور هادي اليامي، بالدور الذي يقوم به مركز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن. قال اليامي في تصريحات إلى "الوطن"، على هامش الندوة التي عقدت بمقر الجامعة العربية في القاهرة، أمس، حول حالة حقوق الإنسان بمدينة عدن "مركز الملك سلمان يقوم بدور عظيم وجبار في تقديم الدعم الإغاثي والإنساني في اليمن، وذلك في جميع المجالات الإغاثية والصحية والاجتماعية، وهو جهد مقدر، وما زلنا نبحث عن سبل لدعم الجهود المبذولة في اليمن فيما يتعلق بالإغاثة". وأضاف اليامي أن طريق الخروج من الأزمة اليمنية يتمثل في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وتنفيذ القرار الأممي 2216، واصفا القرار بالقاعدة الأساسية لأي حل سياسي في اليمن. خسائر وكشف تقرير فريق عمل لجنة حقوق الإنسان لليمن، برئاسة المستشار أسعد يونس، أن الخسائر البشرية في اليمن تقدر بحوالى 29 ألفا و826 ما بين قتيل وجريح، وأن هناك 30 شخصا يقتلون يوميا و185 آخرون يصابون منذ بدء الصراع في مارس 2015". وأضاف يونس "ميليشيات الحوثي وصالح ترتكب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، يروح ضحيتها أبناء اليمن، واللجنة حصلت على شهادات حية تفيد باستخدامها رصاصا متفجرا "محرم دوليا" وهو رصاص تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، فضلا عن استخدام الألغام في 13 محافظة على الأقل". من جهته، قال وزير حقوق الإنسان في اليمن، عز الدين الأصبحي "هناك استغاثات من مدينة تعز التي تعاني الحصار منذ ستة أشهر في ظل حالة الانتهاكات الممنهجة بعمليات القصف للمدنيين العزل من ميليشيات الحوثي وصالح، وستتخذ الجامعة العربية خلال اليومين القادمين عددا من الخطوات لتشكيل موقف عربي قوي لوقف الانتهاكات الحوثية، إضافة إلى اتخاذ موقف عربي سياسي يوضح خطورة العملية التي تقوم بها هذه الميليشيات لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني وجر البلاد إلى حرب ذات بعد مناطقي ومذهبي، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على مستقبل اليمن". أهمية وأشار الأصبحي إلى أهمية العملية العسكرية التي تقودها قوات التحالف العربي في اليمن، قائلا "الميليشيات المتمردة لم تعد تسيطر على مساحات واسعة من اليمن، وهي موجودة في مساحات محدودة، وتحاول إلحاق ضرر حقيقي بالمواطنين العزل، وهناك تطورات إيجابية جدا، خصوصا في جبهة باب المندب التي تمت الآن استعادة كل المواقع الاستراتيجية بها من الشرعية والجيش الوطني، كما أن الميليشيات تتراجع من المواقع المختلفة، وأستبعد أن تشهد العاصمة صنعاء حرب مدن كما يتوقع البعض، حيث ستشهد انتفاضة من الداخل، باعتبارها عاصمة كل اليمنيين، ولأنها غير قابلة بأن تكون مختطفة من تلك الميليشيات". ونفى الأصبحي الأنباء التي ترددت حول استقالة نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد بحاح، مضيفا "نحن نعاني الضغوطات الإعلامية المختلفة، وتتردد كثير من الإشاعات حول الاستقالات والانشقاقات في الحكومة، وهي أمور لا تمت إلى الحقيقة بصلة، والحقيقة الثابتة هي أن الحكومة تعمل من عدن، وتسعى بقوة إلى إعادة بناء المؤسسات القضائية والأمنية، رغم الظروف الصعبة والتحديات التي يشهدها اليمن، مقارنة بدول أخرى مستقرة وتعاني ويلات الإرهاب".