كشف مسؤولون فلسطينيون ل"الوطن" أن قيادة رفيعة تجري اتصالات مع الأممالمتحدة بهدف توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بعد تصاعد هجمات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية بشكل عام والقدسالشرقية بشكل خاص، حيث أسفر آخر هذه الهجمات عن استشهاد حذيفة عثمان سليمان 18 عاما من سكان طولكرم فجر أمس، برصاص الجيش الإسرائيلي. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه "بناء على تكليف مباشر من الرئيس محمود عباس، تتابع الوزارة مع كل الجهات المعنية ملف طلب الحماية الدولية للشعب، وتطابق اتفاقات جنيف مع الحالة في فلسطين، وذلك في ضوء تحريض نتنياهو وتهديداته المستمرة بالقتل والتدمير"، داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة توفير الحماية الدولية. وأضاف البيان "كفى صمتا على استمرار الاحتلال وجرائمه، وكفى تجميلا لصورة المحتل وما يقوم به، وكفى خوفا وترددا ومماطلة". تصعيد مفتعل وشملت الإجراءات الإسرائيلية غير المسبوقة في مدينة القدس إغلاق البلدة القديمة أمام الفلسطينيين من غير سكان البلدة لليوم الثاني على التوالي، وإغلاق غالبية بوابات المسجد الأقصى، ومنع من هم دون سن الخمسين عاما من أداء الصلوات في المسجد، مما يضطر الشبان إلى الصلاة في الطرق القريبة من بواباته. وأكد مدير إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب في حديث إلى "الوطن" أن شرطة الاحتلال أغلقت معظم بوابات المسجد الأقصى، وأضاف "قدمنا احتجاجا شديدا على هذا الإجراء غير المقبول، وقلنا إن إغلاق البوابات ليس من مهمة الشرطة، وإنما وظيفتها حفظ الأمن من الخارج"، منددا بمنع الفلسطينيين من الأقصى. وأردف "واصلت الشرطة الإسرائيلية منع سكان القدس والداخل، ومن هم أقل من 50 عاما من الدخول إلى المسجد، وتم احتجاز هويات العديد من النساء، مما يضطر الشبان لأداء الصلاة في الشوارع، وهذا أمر مرفوض ولا يمكن القبول به". اغتيال الشباب وتتخذ الشرطة الإسرائيلية هذا الإجراء منذ تسعة أيام وعلى مدار ساعات النهار، كما تمنع جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى. وفي السياق ذاته، تواصلت المواجهات في الأيام الأخيرة بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدسالشرقية وعدد من المدن في الضفة الغربية، مما أدى إلى جرح عشرات الفلسطينيين واعتقال الاحتلال عشرات النشطاء. وكانت الحكومة الفلسطينية طالبت أمس الأممالمتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ملابسات استشهاد الشاب فادي علون 19 عاما، الذي قتل برصاص شرطة الاحتلال، كما استشهد الطفل عبدالرحمن عبيدالله 12 عاما بعد إصابته برصاصة في الصدر أطلقها قناص إسرائيلي خلال مواجهات اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوبالضفة الغربية بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وذكرت مصادر طبية في مستشفى بيت جالا الحكومي أنه جرت محاولات لإنقاذ الطفل إلا أنها باءت بالفشل.