نجح مئات الفلسطينيين من سكان القدسالشرقية والداخل في فك حصار محكم فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى. مما اضطر قوات الاحتلال إلى إغلاق المسجد أمام اقتحامات المستوطنين الذين استعدوا لعملية اقتحام واسعة بمناسبة اليوم الأخير من عيد العرش اليهودي. وقادت الإجراءات الإسرائيلية إلى مواجهات عنيفة في محيط الأقصى وأنحاء مدينة القدسالشرقية بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، مما أدى لإصابة عشرات الفلسطينيين، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إن 3 من عناصرها أصيبوا، وإنها اعتقلت 4 فلسطينيين. وقال مدير الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ عزام الخطيب: "طلبنا من شرطة الاحتلال منذ أول من أمس عدم السماح للمستوطنين باقتحام المسجد، لكنها رفضت وأصرت على السماح لهم باقتحام المسجد، ولكن بسبب الوجود المكثف للمصلين اضطرت أخيراً لإغلاق المسجد أمام الاقتحامات". وأشار إلى أن الآلاف من المصلين دخلوا إلى المسجد من بواباته المختلفة، كما دان الإجراءات الإسرائيلية الذي شدد على أنه لم يكن من شأنها سوى زيادة التوتر في المكان. وكانت لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني أعلنت يوم أمس عن نفير للدفاع عن الأقصى، حيث وصل المئات من المصلين في حافلات، يتقدمهم قادة الحركة الإسلامية، ورئيس لجنة المتابعة العربية محمد زيدان، وأعضاء كنيست عرب من بينهم حنين زعبي وجمال زحالقة. وكانت سلطات الاحتلال فرضت منذ فجر أمس قيوداً مشددة على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، حيث منعت النساء، والرجال دون سن الخمسين عاماً من الدخول، في الوقت الذي سمحت فيه صباحاً لعشرات المستوطنين باقتحام المسجد تحت حمايتها، قبل أن تضطر لإغلاقه بعد التوتر الشديد الذي شهدته مدينة القدس. من جهة أخرى، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وقال خلال زيارة إلى قرية عقربا في قضاء نابلس "إسرائيل التي تنتهك كل يوم، بممارساتها العنصرية واحتلالها ومستوطنيها، وجدرانها، ومستوطناتها، القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وكل ما نزلت به الشرائع السماوية، وتحاول جر المنطقة إلى صراع ديني، لن تنجح في مسعاها، ولن تسقط حقنا التاريخي في أرضنا ومقدساتنا، ولن تكسر إرادة شعبنا في البقاء والصمود حتى الخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي". من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إنه لن تقام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وإنما حكم ذاتي منزوع السلاح، على أن تكون لإسرائيل سيطرة أمنية كاملة جوا وبرا". وأضاف أنه لا يسعى إلى إيجاد حل مع الفلسطينيين، وإنما إلى إدارة الصراع وقال "الفلسطينيون يريدون تدمير دولة إسرائيل، ولن يكتفوا بانسحاب إسرائيلي إلى حدود عام 67". كما رفض احتلال غزة وقال "لو كنا نحتل غزة لكنا ما زلنا نستقبل الجنود في توابيت حتى الآن".