فيما واصل طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع ميليشيات التمرد الحوثي وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، غاراته على مواقع الانقلابيين في صنعاء، أكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن المتمردين الحوثيين عمدوا إلى نقل أسلحتهم التي يخشون عليها من طائرات التحالف إلى داخل الأحياء السكنية، مشيرة إلى أن المدارس على وجه الخصوص باتت ثكنات عسكرية. كما منعوا السكان في المناطق المحيطة بتلك المدارس من مغادرة منازلهم. وأشار شهود عيان إلى أن 12 غارة مكثفة استهدفت معسكر النهدين، جنوب العاصمة ومعسكر الصيانة شمالا، وكلاهما يضم أسلحة ومقاتلين من الميليشيات. مشيرين إلى أن دوي انفجارات كبيرة سمعت في المدينة جراء الغارات، كما تصاعد اللهب من مواقع داخل المعسكرين جراء انفجار ذخائر كانت داخلهما. كما قصفت مقاتلات أخرى قاعدة جوية تخضع للحوثيين في منطقة الصنينة بالجزء الغربي من صنعاء، إضافة إلى مواقع عسكرية ومستودعات سلاح في منطقة النهضة. دروع بشرية وقالت مصادر ميدانية إن عددا من الأحياء السكنية استخدمها الحوثيون كمخازن لأسلحتهم ومواقع لحشد مقاتليهم، رغم ما يسببه ذلك من خطورة بالغة على سلامة السكان المدنيين. وأضافت أن المدارس أصبحت هدفا للميليشيات ومستودعات للأسلحة، حيث حولوا بعض الأسلحة من المخازن التي يتوقع تعرضها لغارات التحالف وكدسوها في المدارس التي تقع داخل الأحياء السكنية. وأضافت المصادر أن عناصر ما تعرف باسم "اللجان الثورية" المنتشرين في الأحياء، منعوا سكان المنازل المحيطة بتلك المدارس من مغادرة منازلهم، في إجراء لتحصين أسلحتهم من غارات طيران التحالف، وهددوا السكان بمصادرة منازلهم إذا غادروها. أما في مأرب، فقد شنت ميليشيات التمرد الحوثي قصفا عشوائيا عنيفا على أحياء سكنية، ما أدى إلى مصرع عشرة مدنيين، بينهم طفل وامرأتان، وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن الإرهابيين أطلقوا قذائف الكاتيوشا على حي سكني في مركز المحافظة. الاستعداد للمعركة وفي نفس المحافظة أعادت قوات التحالف والجيش الموالي للشرعية تمركزها في منطقة الدشوش، استعدادا لخوض معارك مع ميليشيا الحوثي وقوات صالح المتمركزة قريبا من المنطقة. وأضاف المركز أن عمليات حشد المقاتلين في المحافظة تواصلت استعدادا لعملية واسعة مرتقبة لطرد الحوثيين وحلفائهم من مأرب ومن ثم من الجوف، وصولا إلى العاصمة. أما في تعز، فقد قتل طفلان وأصيب آخر أمس، إثر انفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون في حي العريش. وأشارت مصادر من داخل المدينة إلى أن الألغام التي زرعها المتمردون قبيل انسحابهم من المدينة باتت هاجسا يطارد السكان، لاسيما بعد الأعداد الكبيرة للضحايا الذين سقطوا نتيجة لتلك الألغام. وكانت منظمة حقوق الإنسان دانت قبل أيام الانقلابيين بسبب تلك الألغام، مشيرة إلى أن مسؤوليتها قد تبلغ درجة الجرائم الموجهة ضد الإنسانية.