جددت المملكة تصميمها على اجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها ومكافحته من جوانبه الأمنية والفكرية وتجفيف موارده المالية، مستنكرة بشدة محاولة الإرهابيين إلصاق جرائمهم بالإسلام، بينما يدعو الإسلام إلى المحبة والسلام والتسامح والاعتدال. وأكدت أن الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين لا يمكن الوصول إليه إلا بتحقيق العدالة والمساواة للشعوب والدول واحترام مبادئ وأحكام القانون الدولي. وشددت على حرصها على تحقيق مقاصد ميثاق الأممالمتحدة في الحفاظ على أمن وسلامة شعوب العالم، وأنها كانت وما زالت في طليعة الدول الداعمة لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل.
أهداف ومبادئ جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها الليلة قبل الماضية وزير الخارجية عادل الجبير أمام الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال: "نجتمع اليوم بعد مضي 70 عاما على إنشاء منظمتنا، ونستذكر سويا أهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة الذي كانت المملكة إحدى الدول الموقعة والمؤسسة له في العام 1945، وجميعنا يدرك أن الأممالمتحدة قد خرجت إلى الوجود على خلفية حربين عالميتين كانت لهما كلفة مادية وبشرية باهظة، بما يكفي ليجعلنا على قناعة بأهمية الالتزام بمبادئ وثيقتنا التي تهدف في الأساس لتحقيق أمن واستقرار عالمنا، ومنع أي حروب وصراعات مدمرة جديدة. وأضاف قائلا: أهم ما يجب أن نستذكره هنا هو هدف الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، الذي لا يمكن أن نصل إليه إلا بتحقيق العدالة والمساواة لشعوبنا ودولنا واحترام مبادئ وأحكام القانون الدولي، خاصة مبدأ احترام سيادة الدول الذي وضعت قواعده معاهدة وستفاليا لعام 1648 التي أقرت استقلال وسيادة الدول ووضعت أسس النظام الدولي المعاصر".
تصعيد للنزاع وقال الجبير: إننا اليوم في أمس الحاجة لإيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي، يستند إلى قرارات مجلس الأمن ومبادرة السلام العربية التي تقدمت بها بلادي قبل أكثر من ثلاثة عشر عاما، وتبناها العالمان العربي والإسلامي، وحظيت بتأييد واسع من المجتمع الدولي، وذلك للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف قائلا "لا بد لنا في هذا المجال من تجديد استنكارنا للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحرمة المسجد الأقصى الشريف، في سياسات تهدف إلى تقسيمه زمانيا ومكانيا، الأمر الذي يشكل تصعيدا خطيرا في النزاع، ويغذي العنف والتطرف في العالم". وأشار الجبير إلى أن الأزمة السورية تدخل عامها الخامس، وما زال المجتمع الدولي عاجزا عن اتخاذ القرارات الحاسمة لإنقاذ الشعب السوري من آلة القتل والتدمير والتهجير التي يستخدمها بشار الأسد. وقال: إننا نرى أنه لا سبيل لإنهاء هذه الأزمة إلا من خلال حل سياسي، يقوم على إعلان "جنيف1" الرامي إلى الحفاظ على وحدة سورية الوطنية والإقليمية، والحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وتشكيل مجلس انتقالي للحكم، لا مكان فيه لبشار الأسد أو من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، لافتا إلى أن المملكة ستستمر في الدفع نحو هذا الحل، كما أنها ستظل في مقدمة الدول الداعمة للشعب السوري لتلبية احتياجاته الإنسانية والتخفيف من معاناته.
حرية الملاحة وأوضح أن قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن حققت إنجازات كبيرة في تحرير مناطق عدة من قبضة المتمردين ومنها مدينة عدن ما سمح للحكومة الشرعية بأن تعود إلى اليمن، وآخر هذه الإنجازات إحكام السيطرة على باب المندب، يوم أمس، الذي يضمن حرية الملاحة الدولية. وأكد أن الخيار العسكري كان آخر خيار للمملكة ودول التحالف وجاء بعد الانقلاب الذي قامت به قوات "الحوثي - صالح"، واستيلائها على البلاد وحصارها لقصر الرئاسة في عدن، وتهديد الرئيس الشرعي، حيث جاء التدخل العسكري بناء على طلب من الحكومة الشرعية في اليمن بموجب المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة.
مواجهة مستمرة وأضاف وزير الخارجية قائلا: إن أهم ما يجب التأكيد عليه في سياق مواجهتنا لتحدي الإرهاب والتطرف هو إدراك أنه ليس هناك من هو بعيد عن نتائج هذه الظاهرة الخطيرة التي لا يجب ربطها بدين أو ثقافة أو عرق معين، فكلنا هدف له وجميعنا عرضة لمخاطره، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية من الدول التي استهدف الإرهاب أراضيها ومواطنيها، ولا تزال في مواجهة مستمرة معه، وتؤكد تصميمها على اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها. وشدد على أن المملكة في مقدمة الدول التي تكافح الإرهاب من جوانبه الأمنية والفكرية كافة وتجفيف موارده المالية. وقال إننا وفي هذا الصدد نستنكر بشده محاولة الإرهابيين إلصاق جرائمهم بالإسلام، بينما يدعو الإسلام إلى المحبة والسلام والتسامح والاعتدال.