في خضم التحضيرات التي يجريها التحالف الدولي بقيادة المملكة والمقاومة الشعبية لاستعادة محافظة مأرب من المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، جددت المقاتلات طلعاتها الجوية على مواقع الانقلابيين في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء، كما قصفت مقاتلات أخرى مواقع الإرهابيين في محافظاتالجوف، وباب المندب، والحديدة، ما يرفع علامات استفهام كبيرة عن تعدد جبهات القتال في وقت واحد. محللون أكدوا أن التحالف العربي يتبع سياسة إنهاك الانقلابيين، وهو ما يعرف باسم "تقطيع الأوصال"، مشيرين إلى أن إشغالهم في أكثر من جبهة قتال في وقت واحد يؤدي إلى تشتيت قواتهم وإضعافها، توطئة للإجهاز عليهم بضربة واحدة. غارات نوعية وكانت طائرات التحالف العربي قصفت مواقع الانقلابيين في مديرية مكيراس بغارات مكثفة، استهدفت عددا كبيرا من الآليات والمواقع العسكرية المحصنة التابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع. وكانت البداية بدك تحصينات الميليشيات في قمم جبال ثرة الشاهقة، وتدمير عدد من الآليات. كما استهدفت غارات أخرى دبابتين وطقما مدرعا في منطقة الهجر، كما قصفت طائرات أخرى المحور الشمالي لمدينة مكيراس "المآذن، الرباط، مشعبة"، وتمكنت من تدمير قذائف كاتيوشا، وراجمة صواريخ، وعدد من الأطقم المدرعة، وصولا إلى تدمير كميات ضخمة من الذخيرة في منطقة "كهف الخانق". أما في محافظة الجوف، لقي عشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مصرعهم في غارات لطائرات التحالف، استهدفت مواقع تابعة لهم في معسكر اللبنات بمديرية مجزر، ومواقع أخرى في مديرية حريب جنوب شرقي مأرب. وأكدت المصادر أن المواجهات البرية مستمرة بين القوات المشتركة والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى. إنزال بحري وعلى صعيد محافظة الحديدة، قالت مصادر في المقاومة الشعبية إن البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف اقتربت من منطقة الميناء، وهو ما عده مراقبون خطوة تمهد لإنزال بحري لجنود وآليات عسكرية. والبدء بعملية عسكرية واسعة لتطهير محافظة الحديدة من الميليشيات. وكانت زوارق تابعة لقوات التحالف قصفت الشهر الماضي مواقع تابعة للانقلابيين في المدينة الساحلية. كما تجري قوات المقاومة الشعبية استعدادات واسعة في خليج عدن لمواجهة وشيكة من أجل استرداد مضيق باب المندب من قبضة مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن مضيق باب المندب يجب أن يحظى بقوة بحرية كبيرة، تليق بقيمته، إذ إنه الممر الحيوي لتجارة دولية كبيرة. التمهيد لضربة قاضية "السياسة التي يتبعها التحالف أضعفت بالفعل قوات التمرد، وبعثرت قدراتها، لا سيما في ظل التدمير المنظم لأسلحتها وعناصر القوة التي تعتمد عليها لمواصلة اعتداءاتها. وأضاف "ليس بمقدور أي جماعة إرهابية، مهما بلغت قدراتها وقوتها على الاستمرار في أربع جبهات قتال في وقت واحد، لأنها لا تملك العدد الكافي من المقاتلين الذين يمكنهم الاستمرار في القتال، كما أن التفوق في السلاح بات بصورة واضحة إلى جانب قوات التحالف التي تمتلك ترسانة ضخمة من الآليات والعتاد العسكري. وإذا كان البعض يرى أن هناك بطئا في سير العمليات في مأرب، فهذه الرؤية غير صحيحة، لأنه من الواضح أن قوات التحالف لا تريد أن تخوض معركة تحرير كل محافظة على حدة، وتخطط بصورة متقدمة لإضعاف المتمردين في جميع الجبهات في وقت واحد، توطئة لتوجيه ضربة واحدة تقضي عليها تماما". المحلل السياسي ناجي السامعي