تباينت آراء المتخصصين في رصد الأهلة حول سبب تأخير إعلان المحكمة العليا بيانها عن رؤية هلال ذي الحجة إلى ظهر أمس، إذ لم يجد عضو المشروع الإسلامي لرصد الأهلة الدكتور خالد الزعاق سببا واضحا للتأخير الذي أدى إلى إرباك حجوزات الطيران للمسافرين، وصيام كثيرين للتسعة الأولى من ذي الحجة تأسيا بالسنة النبوية. بينما أكد أستاذ الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند أن المحكمة العليا كانت مضطرة إلى هذا الإجراء للمرة الأولى منذ تأسيسها، حتى لا تقع في حرج الإعلان، ثم تفاجأ بحضور شهود يؤكدون الرؤية مثلما حدث عام 1425. أثار تأخر إعلان بيان المحكمة العليا رؤية هلال ذي الحجة حتى ظهر أمس، كثيرا من التساؤلات بين المواطنين بشأن هذا التأخير الذي تسبب في حالة إرباك كثير من حجوزات الطيران والراغبين في صوم التسع الأولى من شهر ذي الحجة تأسيا بالسنة النبوية. ولم ير عضو المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، الدكتور خالد الزعاق، سببا واضحا لتأخر المحكمة العليا في إعلان غرة ذي الحجة، إلا أن أستاذ الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، يرى أن المحكمة كانت مضطرة إلى ذلك. وقال الدكتور الزعاق إن هذه هي المرة الأولى التي تتأخر فيها المحكمة العليا في الإعلان عن رؤية الهلال من عدمه، فمنذ توليها زمام أمور إثبات الشهادة لم يتأخر بيانها إلا هذا العام، وهذا تأخر غير معتاد، ترتب عليه ربكة طفيفة في العالم الإسلامي، إذ من المفترض أن يعلن عنه في نفس الليلة حتى يتأهب الناس للأيام العشر الأولى من الشهر منذ التاسع والعشرين من ذي القعدة. أمر اضطراري من جهته، عدّ الدكتور المسند تأخر المحكمة العليا في بيانها الخاص بتحديد غرة شهر ذي الحجة لهذا العام أمرا اضطراريا، وذلك لتجنب الوقوع في حرج الاستعجال الذي ربما يعقبه حضور شهود متأخرين. واسترجع المسند في حديثه إلى "الوطن"، ما حدث عام 1425، عندما لم يتقدم أحد للشهادة، واعتمد مجلس القضاء الأعلى آنذاك إكمال العدة لشهر ذي القعدة لقوله صلى الله عليه وسلم "فإن غم عليكم فأكملوا العدة"، ثم فوجئ الجميع بحضور شهود من بلدة السيح شرق محافظة الرين، يشهدون برؤية هلال ذي الحجة مساء ال29 من ذي القعدة، وهنا تغير وقت يوم الوقفة ويوم العيد، الأمر الذي دفع المحكمة العليا إلى التأني في إعلان البيان المتعلق بإتمام شهر ذي القعدة، لتعذر رؤية هلال ذي الحجة مساء أول من أمس. المحكمة في حرج وأضاف المسند أن المحكمة العليا ستكون في حرج الآن، وفي المستقبل في آلية تحديد دخول الشهر القمري، خصوصا شهر ذي الحجة، وذلك في حالة تعذر الرؤية مع وجود الهلال في الأفق الغربي، كما الحالة مساء أمس، وعليه فلا تستطيع المحكمة العليا إعلان التمام في الليلة نفسها، خشية أن يأتي من يشهد برؤية الهلال بُعيد إعلانها، كما حصل عام 1425. من جانبه، قال مستشار المرصد الفلكي لكلية العلوم والدراسات الإنسانية بحوطة سدير، التابع لجامعة المجمعة الرائي عبدالله بن محمد الخضيري ل"الوطن" إنه تم إبلاغ ممثل المحكمة العليا في اللجنة المشكلة لرصد الهلال قبل الساعة السادسة والنصف مساء أول من أمس بعدم رؤية هلال ذي الحجة بسبب العوامل الجوية وانعدام الرؤية. وأضاف أن المحكمة العليا هي الجهة الرسمية المخولة بإعلان رؤية هلال رمضان وذي الحجة، وأن هناك مواقع متعددة لرصد الأهلة في المملكة. يذكر أن المحكمة العليا أصدرت بيانا ظهر أمس، قالت فيه: "إنه لم يثبت لديها رؤية الهلال الليلة قبل الماضية، فيكون اليوم الاثنين "أمس" الموافق الرابع عشر من سبتمبر 2015، هو المكمل لشهر ذي القعدة، ويوم غد الثلاثاء "اليوم" الخامس عشر من سبتمبر 2015، هو غرة شهر ذي الحجة لهذا العام 1436، والوقوف بعرفة يوم الأربعاء التاسع من ذي الحجة الموافق الثالث والعشرين من سبتمبر 2015، وعيد الأضحى المبارك يوم الخميس الذي يليه".