دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين إلى تقوى الله حق التقوى. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض أمس: "يا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى وعباد الله في هذه الأيام ووفود الحجيج ترد إلى بيت الله الحرام من كل حدب وصوب استجابة لأمر الله وتلبية لنداء الخليل (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم)، جاؤوا ليشهدوا منافع لهم وأي منفعة أعظم من اجتماع كلمتهم وتآلف قلوبهم واتحاد مقصدهم وإنهم جميعا جاؤوا حجاجا لله، لأداء هذه النسك العظيمة التي فرضها عليهم وجعلها أحد أركان الإسلام". وقال: "لقد كان الحج فيما مضى أصعب الأمور وللبعض يكون الحج مستحيلا لأن الطرق غير آمنة، فلا أمن في الطرق ولا مرافق عامة، ولكن الله بجوده وكرمه يسر في الأزمنة الأخيرة دولة الإسلام التي رعت الحرمين حق الرعاية وتعاون سلف بعد سلف في خدمة الحرمين الشريفين وتهيئتهما للحجاج والمعتمرين والزائرين وجزاهم الله عما قدموه خيرا لأمة الإسلام. إن بيت الله الحرام له خصائص دون غيره من البقاع فهو أطهر بقعة على وجه الأرض، وهذا من فضل الله وكرمه أن اختاره لنبيه وجعله مناسك للعباد وأوجب عليهم الإتيان إليه من قرب وبعد من كل فج عميق فيدخلونه متواضعين ومتذللين متخشعين كاشفين عن رؤوسهم متجردين من لباس الدنيا ولا يدخلونه إلا لمن أراد أن يكون محرما في الميقات لأن المواقيت حرم للحق والحرم حرم لمكة ومكة حرم لبيت الله الحرام ومن خصائصه أن الله أوجب على النبي فقال: ومن دخله كان آمنا فلا يسفك فيه دم ولا يقطع فيه شجرة، كل ذلك من خصائص هذا البلد العظيم، ومن خصائصه أن الله جعله ماحيا للذنوب مكفرا للذنوب حاطا للخطايا".