كشف الدكتور أحمد الصابوني في الندوة الأخيرة من البرنامج الثقافي لسوق عكاظ في دورته الرابعة بعنوان "التاريخ الاقتصادي لسوق عكاظ" أن رسالة ماجستير صدرت عن سوق عكاظ من خارج المملكة حالت دون إعداد دراسات أكاديمية حول السوق لطلاب الدراسات العليا بأقسام التاريخ في جامعات المملكة، حيث لا نظام أقسام التاريخ يجيز البحث في موضوع سبق بحثه. وتناول الصابوني أسواق العرب في الجاهلية وبضائعها وخص بالحديث سوق عكاظ والذي شبهه بالسوق الحرة والذي كانت تجلب له بضائع خاصة من بلاد الشام واليمن والعراق حتى النوق التي كانت تباع فيه كانت تعرف بالعكاظيات. وبين أن سوق عكاظ كان يقام في شهر ذي القعدة أحد الأشهر الحرم. ولم يتطرق الصابوني للتاريخ الاقتصادي لسوق عكاظ الذي تضمنه عنوان الأمسية وهو ما أثاره المداخلون، إلا أن الصابوني برر ذلك بعدم إبلاغه رسميا بمشاركته إلا قبل فترة وجيزة مطالبا بأن يبلغ أي مشارك يطلب منه دراسة أكاديمية لتقديمها في سوق عكاظ قبل الموعد ب 6أشهر لكي يبحث في موضوعه بحثا علميا. أما ضيف الأمسية الثاني الدكتور محمود الرويضي فلم يورد لفظ عكاظ في أمسيته وإنما كان حديثه يدور حول تجارة العرب في الجاهلية ومكانة قريش الذين أمسكوا بزمام تجارة العرب وكانت لهم رحلة الشتاء والصيف مشيرا إلى أنهم قاموا بالإلف مع القبائل الأخرى والعهود والمواثيق مع دول الفرس والروم فانطلقت المشاريع التجارية الكبرى من مكة بعد حصول قريش على العهود والمواثيق. وبرر الرويضي عدم تطرقه لسوق عكاظ بعد ما أثار ذلك المداخلون بأن الوقت لم يسعفه لقراءة ورقته كاملة. وأثار عدد من المداخلين تساؤلات حول الندوة مشيرين إلى أن المتحدثين لم يتطرقوا للتاريخ الاقتصادي لسوق عكاظ، وكان حديثهم حول تجارة قريش في مكة مؤكدين أن سوق عكاظ له خصوصيته واستقلاليته عن مكة. بينما أثار أحد الحاضرين تساؤلا عن العملة النقدية في سوق عكاظ في ذلك الحين وأشار الصابوني إلى أن الدراهم الحميرية والطبرية والساسانية والبيزنطية كانت العملة المتداولة ووافقه الرويضي إلا أنه أشار إلى أن هذه العملات للتداول مع الدول الأخرى أما داخليا بين القبائل فكان القمح هو العملة الرئيسية. يذكر أنه كان من المقرر أن يشارك في الندوة الدكتور سيد الخولي من السعودية وإبراهيم القادري من المغرب وفقا للبرنامج المعلن قبيل انطلاقة فعاليات السوق إلا أنهما تغيبا عن المشاركة لظروف غير معلومة. وهي الظاهرة الأبرز التي لفتت أنظار كثير من المراقبين، حيث تكرر غياب كثير من الأسماء الواردة في البرنامج المعلن، ولم تفلح محاولات "الوطن" في التوصل لتعليق واضح من قبل اللجنة المنظمة. في الوقت الذي رصد فيه مراقبون إقبالا مكثفا من قبل الأسر على فعاليات السوق وجادة عكاظ بما حوته من تقديم عروض مسرحية وحرف مهنية ومعارض فنية، حظيت بمتابعات واسعة من الجمهور رجالا ونساء وأطفالا.