ما إن أعلنت وزارة الزراعة عن نيتها التخلص من الإبل الحاملة لفيروس كورونا حتى سارع ملاك مزاين الإبل في إخفاء إبلهم عن الأنظار. وعلمت "الوطن" أن بعض ملاك المزاين المعروفين بدؤوا منذ مطلع الأسبوع الجاري بنقل منتقياتهم التي تصل أسعارها إلى ملايين الريالات، ليلا وبطريقة سرية، إلى جهات مجهولة، ووضع مجموعة من الإبل ذات القيمة المادية المنخفضة مكانها. ويعتقد كثير من ملاك الإبل بأن قرار الزراعة قائم على شبهات ظنية، ودون تقديم أدلة علمية دامغة، متوعدين بعدم تعاونهم في حال قررت الوزارة التخلص من إبلهم. فيما تبحث وزارة الزراعة إيجاد آلية مناسبة للتخلص من الإبل المصابة بكورونا والحاملة للفيروس قبل موسم الحج، علمت "الوطن" أن تحركا خفيا يقوم به ملاك مزاين الإبل لإخفاء إبلهم عن الأنظار بنقلها إلى أماكن بعيدة عن المناطق العمرانية، واستبدالها ببعض الإبل الأقل سعرا. وقال أحد ملاك الإبل -رفض الكشف عن هويته- ل "الوطن" إن "بعض ملاك المزاين المعروفين بدؤوا منذ مطلع الأسبوع الجاري بنقل منقياتهم، ليلا وبسرية تامة، إلى جهة مجهولة، ووضع مكانها مجموعة من الإبل ذات القيمة المادية المنخفضة"، مشيرا إلى أن أحد هؤلاء سبق لإبله أن حصدت جوائز في مسابقة جمال الإبل بمهرجان "مزاين الإبل" بأم رقيبة، وهي إشارة واضحة إلى استشعار ملاك الإبل وتخوفهم من صدور قرار خلال الأيام المقبلة للتخلص من جميع الإبل المصابة بكورونا أو التي تحمل الفيروس. انتقادات متبادلة وفيما تتجه الانتقادات المتبادلة بين ملاك الإبل ووزارتي الزراعة والصحة إلى التصعيد، اعترض عدد من ملاك الإبل على زج الإبل في موضوع انتشار كورونا بناء على شبهات ظنية، وبدون تقديم أدلة علمية دامغة، متوعدين بعدم تعاونهم في حال قررت الوزارة التخلص من إبلهم. واتهم عدد من ملاك الإبل في تصاريح إلى عدد من وسائل الإعلام مسؤولي وزارتي الصحة والزراعة بالتهرب من مسؤولياتهم، واستخدام الإبل شماعة لتبرير إخفاقهم في مواجهة واحتواء كورونا. وكشفت مصادر مطلعة بوزارة الزراعة ل"الوطن" عن توجه الوزارة إلى اتخاذ إجراءات احترازية صارمة ضد الإبل المصابة بكورونا، والحاملة للفيروس قد تصل إلى إصدار قرار بالتخلص منها خلال الأيام المقبلة. حصر الإبل المصابة أكدت المصادر أن "وزارة الزراعة تعقد حاليا اجتماعات مكثفة مع عدد من الجهات المعنية منها وزارات الصحة، والمالية، والداخلية، وجهات أخرى حكومية وأهلية، إضافة إلى بعض كبار ملاك الإبل، بهدف إيجاد آلية مناسبة لحصر الإبل المصابة، والحاملة للفيروس، وكيفية التخلص منها، إضافة إلى تقييم أسعار الإبل المزمع إعدامها، وتعويض ملاكها المتضررين من القرار المرتقب". وأضافت المصادر أن "وزارة الزراعة وجهت فروعها في جميع المناطق والمحافظات، بتكثيف جولاتهم الميدانية على أماكن وجود الإبل، لإحصاء المصابة والحاملة للفيروس، وتحديد أماكنها، وملاكها، والرفع للوزارة بذلك. التعويضات وفيما قدرت دراسة استقصائية أجرتها وزارة الزراعة أن 3.3% من الإبل التي خضعت لتلك الدراسة تم التأكد من إفرازها للفيروس، وتقدير عدد الإبل وفقا لآخر إحصاء بنحو 233 ألف رأس، فإن 7700 رأس من الإبل تفرز الفيروس، وهو ما يعني أن خيار إعدام الإبل الموبوءة سيكلف الوزارة 80% من قيمتها.