سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد بن حمدان: من المهم جداً وجود مظلة حكومية رسمية ترعى شؤون ومصالح أهل الإبل وتدافع عن حقوقهم وتنظمهم يعتز بحبها ويقتني مجموعة نادرة من الإبل المجاهيم
يعد الفريق أول (متقاعد) محمد بن حمدان البقمي - كبير المرافقين العسكريين للملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله - من الأوائل في مسابقة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل، ويعد هذا الرجل من أبرز ملاك الإبل في السعودية، بذل الكثير من جهده وماله في سبيل الحفاظ على هذه الثروة الحيوانية الغالية، وهو يعتز بشكل كبير بحبها واقتنائها ويملك مجموعة نادرة ومميزة من الإبل المجاهيم ذات السلالات العريقة، وفي خلجاته شعور عظيم تجاه العاملين والمستفيدين في هذا المجال خصوصاً من أهل البادية وأهل الإبل الأصليين الذين استفادوا مادياً وتحسنت أوضاعهم المادية والمعيشية من جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل. وقد أجرينا معه الحوار التالي: * على مدار 16 سنة.. ما النتائج التى حققتها جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل؟ - بفضل الله ثم بفضل جهود الأمير مشعل بن عبدالعزيز وأبنائه أصبحت الإبل محل اهتمام بالغ جداً من فئة كبيرة من المهتمين والهواة بعد أن كانت لا تلقى إلا الاهتمام البسيط من ملاكها، وأصبح الملاك يعتنون بشكل كبير بأكلها وشربها وصحتها ونظافتها وإبعادها عن الخطر وعدم تركها سائبة بشكل عشوائي ورعايتها كما يجب، وهي تستحق، وهذا الأمر انعكس بشكل إيجابي كبير على زيادة الثروة الحيوانية في المملكة بالإضافة إلى الحفاظ على السلالات الأصيلة. * كيف ترون تفاعل الجهات الرسمية مع مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل؟ - عدم وجود مظلة رسمية حكومية واحدة للمهرجان جعل الأمر أكثر صعوبة، بسبب تداخل الصلاحيات والأعمال والاختصاصات، وهذا الأمر مربك بشكل كبير في تنظيم المهرجان ويخلق اتكالية وعشوائية، لذلك يجب أن يكون للمهرجان مرجعية رسمية مستقلة واحدة وتحت مظلة حكومية ترعى مصالحها ومستقبلها، والأهم من ذلك استمراريتها، ويكون لها مقر رسمي ومجلس إدارة مستقل من ذوي الخبرة والعلم والدراية في كافة المجالات سواء الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها، ويكون لها طاقم موظفين مستقل يعملون فقط لصالح المهرجان ويرسمون الاستراتيجيات والخطط التسويقية محلياً وإقليمياً وعالمياً لكي تصبح جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل جائزة عالمية الجميع يطمع للفوز بها والفخر بها والمشاركة فيها، كما أنه من المهم عمل قاعدة بيانات لملاك الإبل وأنواعها ومرابيها في المملكة لكي يسهل التواصل مع أربابها. * ما البعد الاقتصادي لجائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل؟ - هذا السؤال في غاية الأهمية وإجابته تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أولاً: أهل الإبل الأصليون الرحّل، ثانياً: العاملون والمستفيدون من المهرجان، ثالثاً: المستثمرون. مئات الآلاف من المواطنين يعتمد رزقهم على الله ثم على الإبل والمهرجان أما أهل الإبل الأصليون الرحّل - وهم بالآلاف - فقد كانوا يعانون من العازة والحاجة المادية الكبيرة، وتردى بهم الحال إلى أن كادت تهلك إبلهم ويهلكون بعدها، لأن أثمانها لا تغطي ثمن الأعلاف، وكانوا في وضع مادي سيئ للغاية.. وأنا مطّلع وعلى علم بذلك، حتى سخّر الله لهم جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيده وعلى يد سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز وأبنائه.. وأحدث هذا الحدث نقلة نوعية هائلة في ارتفاع أسعار الإبل، مما جلب لها أصحاب رؤوس الأموال الكبار والمستثمرين للدخول في الجائزة وإلى اقتناء الإبل، وهذا انعكس بشكل واضح وكبير على أهل الإبل الاصليين الرحّل؛ حيث زاد الطلب على اقتناء الإبل وزادت أسعارها، وبالتالي تحسنت وارتفع مستوى معيشة وحياة أهل الإبل الأصليين الاجتماعية، واستطاعوا - بعد هذا التحوّل في مدخولاتهم المادية - زيادة الاهتمام والعناية بإبلهم وتحسين سلالاتها ونجائبها، وكذلك استطاعوا جلب رعاة بدلاً من أبنائهم، وأدخلوا أبناءهم المدارس وتحضروا وأصبحوا يعيشون ويستوطنون المدن والقرى ويعيشون حياة كريمة. أما العاملون والمستفيدون من المهرجان - وهم آلاف الأسر والأفراد ذكوراً وإناثاً - فاستفادو بشكل كبير من هذا المهرجان، ومن خلال السوق الشعبي، وفتح المهرجان فرصاً تجارية لكثير من أبناء البادية والمناطق النائية الذين كانوا يعانون من العوز والحاجة، وأصبح الكثير منهم في حالة مادية جيدة، ومن ضمنهم أهل الأغنام وأهل الخيام وأهل الحطب وأهل الأعلاف وسيارات نقل المواشي وأصحاب الأدوية البيطرية وأهل العتاد الخاص بالإبل مثل الشمايل والجنايب والخروج وكل ما يخص مزاين الإبل وغيرهم كثير استفادوا من هذا المهرجان. هناك جوانب استثمارية ضخمة لم يتم استثمارها حتى الآن.. والأمل معقود على الأمير سلطان بن سلمان والأمير سعود بن مشعل أما المستثمرون فمازال هناك جوانب استثمارية سياحية كبيرة لم يتم استثمارها بشكل كبير؛ وخصوصاً على مستوى سياحة البادية التي نعتقد أن آلاف المواطنين والأجانب يتمنون أن يعيشوا هذه التجربة الفريدة، ولكن نحتاج إلى تجهيز بنية تحتية كبيرة لكي يكون المهرجان مقصداً للسياح من جميع الدول العربية والأجنبية، كما أنه من المهم تشجيع ودعم الحرفيين وأرباب المهن المتعلقة بالإبل والتراث حيث يقومون بصناعة كل الصناعات اليدوية التى تستخدم في البادية وللإبل. تطلعات وآمال أهل الإبل والبادية تتركز في أن تكون جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل تحت مظلة هيئة السياحة * كيف ترون الموقع في أم رقيبة ومدى جاهزيته من حيث التخطيط الهندسي؟ - الموقع يحتاج إلى تطوير لكي يكون واجهة نفتخر بها ويكون مهيئاً ليكون مقصداً سياحياً عالمياً، وكما أن لدينا سياحة دينية في مكةالمكرمة ولدينا مهرجان سوق عكاظ وغيرها من المهرجانات من الممكن أن نصنع سياحة برية (البادية)، وهذا الأمر يحتاج إلى تدخل ودعم وإشراف الدولة، وبناء وتجهيز بنية تحتية متكاملة الخدمات والمرافق، وخلق فرص استثمارية للمستثمرين ورجال الأعمال؛ لكي يستطيع الزائر أو السائح المكوث مدة طويلة في داخل حيز المهرجان، ويعيش أجواء البادية السعودية العريقة الأصيلة، ويجب أن تتبنى هيئة السياحة هذا المهرجان، وهذا هو واقع عمل هيئة السياحة، ويكون تحت رعايتها وعنايتها ويصبح من المهرجانات العالمية؛ خصوصاً أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رجل ذو فكر وبُعد نظر، ومن المهم وجود مركز صحي للناس والإبل أثناء المهرجان، وكذلك وجود مركز شرطة ومرور، بالإضافة إلى مسجد جامع ودورات مياه ومكتب إرشاد ومركز للبلدية يهتم بنظافة الموقع والتخلص من النفايات بطريقة علمية صحيحة، ويقوم كذلك بمراقبة عمليات الذبح والطبخ في المطاعم، وكذلك الاهتمام بالطرق الرئيسية والفرعية وزفلتتها وإنارتها وحراسة الإبل ووضعها في شبوك مرقمة ومصنفة، وكذلك تجهيز مواقف للسيارات للقضاء على عشوائية ركن السيارات. * رافق جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل منذ انطلاقتها الكثير من اللغط والهجوم على المشاركين.. بماذا تفسرون ذلك؟ - المشاركون وملاك الإبل غالبيتهم من الأمراء ورجال الأعمال وشيوخ القبائل ووجهاء المجتمع؛ وهم من المعروفين في الأوساط الرسمية والاجتماعية بالاستقامة والتديّن والكرم والجود والعقل الرزين ودماثة الأخلاق، ولا يمكن أن يقوموا بأفعال تمس الدين أو الوحدة الوطنية أو أي خُلق ينقص من المروءة والرجولة والنخوة والسمعة، لذلك كل ما يُقال هو كغثاء السيل وزبد البحر، وإن وجد شيء مما ذُكر فهو حالات نادرة ولا يجوز أن يعمم أهل الإبل ويمس سمعتهم أو يحرمهم من مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل أو يؤثر عليها أو يشينها. * من المؤكد أن فيروس كورونا خلق لديكم توتراً وخوفاً، ما الآلية المناسبة للتعاون بينكم وبين الجهات الرسمية؟ جميع ملاك الإبل على استعداد تام للتعاون مع جميع الجهات الحكومية للقضاء على كورونا - نحن على أتم الاستعداد للتعاون إلى أبعد مدى مع جميع الجهات المختصة بهذا الأمر، وإلى الآن لم يثبت بشكل قاطع أن الإبل هي مصدر لفيروس كورونا أو ناقلة له، ونحن يهمنا تحديد المسؤولية لأن ثروتنا الحيوانية ورؤوس أموالنا مهددة بالزوال، ونحتاج إلى جهة تعوضّنا عن خسائرنا لا قدر الله، كما نتمنى أن تزودنا وزارة الصحة أو وزارة الزراعة بالأعراض التى تظهر على الإبل المصابة بالفيروس، كما هو الحال في جنون البقر أو انفولونزا الطيور لكي نقوم بعزلها أو التخلص منها ودفنها؛ خصوصاً أن أغلب الإبل هي في عمق الصحراء، ومن الصعوبة أن تصل لهم الفرق الصحية والطبية، ولا يمكن أن تقوم وزارة الصحة أو وزارة الزراعة بأخذ عينات من أكثر من مليون جمل وناقة منتشرة في المملكة لفحصها والتأكد من سلامتها، لذلك اعتمدت وزارة الصحة على بعض العينات العشوائية وغير المعروفة المصدر، وقامت ببعض الدراسات المكتبية والاحتمالات والاستنتاجات التي ليس بالضرورة أن تنطبق بالكامل، أو تكون صحيحة، ومن الخطأ تعميمها على جميع الإبل، وأنا بحكم معرفتي بالكثير من ملاك الإبل فإن الجميع أكدوا لي أنه لم يصلهم أي مسؤول من وزارة الصحة أو وزارة الزراعة، ولم تؤخذ أي عينات من دماء إبلهم، علما أن أغلب الحالات البشرية المصابة بكورونا لم يخالطوا الإبل، وهذا ما ظهر في كثير من وسائل الإعلام.. ويعد مهرجان الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل أكبر تجمع للإبل في الخليج ولم يثبت أي حالة إصابة بكورونا لملاك الإبل أو الرعاة أو المخالطين للإبل أو أحد أفراد أسرهم وعوائلهم من وقت ظهور هذا الفيروس، وهناك الكثير من الأطباء والمتخصصين ذكروا أن الإبل قد تكون تعرضت للفيروس وليس لها علاقة بانتشار المرض، وبهذا نكون مهددين بفقد ممتلكاتنا من الإبل ونطالب بتحديد المسؤولية لتعويضنا عن خسائرنا في حال فقدناها.. وزيادة في تطمين المجتمع من خلو الإبل وبراءتها من هذا المرض فإننا نقترح تشكيل لجنة خاصة من دول مجلس التعاون الخليجي للفصل في هذا الأمر؛ علماً أن دول الخليج - مثل الكويت والإمارات وقطر وعمان - قد سبقتنا بمراحل في هذا المجال، ولديهم بنية تحتية منظمة وغطاء حكومي، ولديهم إمكانيات وكفاءات طبية لفحص الإبل والتأكد من سلامتها، كما أن الكثير من ملاك الإبل السعوديين يشاركون في المسابقات التي تُقام في دول مجلس التعاون، ويتم فحص الإبل القادمة لهم من المملكة قبل دخولها لتلك الدول، والحمد لله لم يثبت وجود أي حالة للإصابة بكورونا للإبل القادمة من المملكة، وحيث إن هذه الإشاعة المغرضة أثّرت في أسعار الإبل مما كبّد أهلها خسائر كبيرة فإننا نأمل محاسبة ومعاقبة من تسبب في هذه التهمة وتقديمه للعدالة بعد التحقق من نتائج الفحص للجنة الخليجية، وننوّه إلى أن التجارة في الإبل قائمة بيننا وبين جميع دول الخليج. * كيف يمكن لهذا المهرجان أن يعكس الوجه المشرق لأبناء الوطن؟ - منذ الأزل وأهل البادية معروفون بالطيب والكرم والنخوة والرجولة والصبر، وقد شاركتهم في ذلك الإبل، فهى صورة حقيقية لما يتمتع به السعوديون من خصال توارثوها أباً عن جد.. ويعتبر المهرجان مركزاً لتجمّع جميع شرائح المجتمع الحاضرة والبادية، وقد كان لهذا المهرجان فضل كبير حيث نشأت بين الكثير من أبناء القبائل وأبناء البادية وأبناء الحضر صداقات وتبادل زيارات ويستظلون جميعاً - بعد الله - بظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، والجميع يرفع علم التوحيد ويرفع صور الملك المؤسس والأمير مشعل وولاة الأمر في لحمة واحدة قوية ومتجانسة، كما أنه من الممكن عمل مسابقات للشباب لتعزيز الروح الوطنية لديهم وتحفيزهم على الحفاظ على هذا الموروث العريق. وفي الختام قال الفريق أول محمد بن حمدان البقمي.. أتوجه لسمو سيدي ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بأن يمنحنا مساهمته ورؤيته الحكيمة في تحقيق آمال وتطلعات أهل الإبل والبادية وبما يعود بالنفع على الوطن وعلى أبنائه من أهل الإبل، كما كان والده رحمه الله واسكنه فسيح جناته. كما نرجو من سمو الأمير سلطان بن سلمان الذي يتطلع إليه أهل الإبل كافة أن يلقى طلبهم ورجاءهم القبول والتجاوب من سموه باتخاذ جميع ما يكفل استمرارية جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل تحت إدارة سموه وتوجيهها التوجيه اللائق بها وحفظها وصيانتها من جميع ما يشيبها وتحقيق الآمال المعقودة على سموه خاصة. كما لا يفوتني أن أشيد بما قدمه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وأبنائه الكرام على مدار 16 عاما وخصوصا سمو الأمير سعود بن مشعل الذي كان له دور كبير في توطيد أواصر المحبة والمودة بين جميع أهل الإبل وكان له حضور مميز بصفة دائمة. وأضاف هذا ما نلقاه دائما من ولاة الأمر ونظرتهم الأبوية الحانية على جميع فئات المجتمع حاضرة وبادية. الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز محمد بن حمدان البقمي