فيما اعترفت وزارة الصحة بأن جهود التوعية بفيروس كورونا غير مرضية حتى الآن، أخلى اشتباه في إصابة ثلاث طالبات بالفيروس مدرسة للبنات بالرياض أمس. في الوقت ذاته عد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع تصريح وزارة الصحة أن الإبل أحد أسباب تفشي الفيروس ب"الأمر الظني"، ومن الصعوبة الأخذ به، خصوصا في بناء الأحكام الشرعية. أمر ظني وحول سؤال "الوطن" عن الحكم الشرعي في قتل الإبل إذا كانت سببا في تفشي فيروس كورونا الذي بدأ يهلك البشر، قال المنيع أمس "من الصعوبة إبداء الحكم الشرعي في أمر ظني، ونظرا لأن التصريحات التي تطلقها وزارة الصحة حول العلاقة بين الإبل والفيروس ظنية، فإنه لا يجوز شرعا بناء الحكم الشرعي على أمور ظنية". تنسيق ولكن على صعيد آخر، اعترف مدير العلاقات العامة والإعلام والعلاقات الدولية في وزارة الصحة فيصل الزهراني أن جهود التوعية بفيروس كورونا ما زالت غير مرضية، وقال في تصريحات ل"الوطن" أمس أن "التنسيق مستمر بين وزارت الصحة والشؤون البلدية والقروية، والزراعة، لتوعية ملاك الإبل والعاملين في المسالخ وغيرها بفيروس كورونا، ولكنه لم يدخل إلى الآن للمرحلة التي ترضينا، ونحن الآن في المرحلة الثانية من حملة التثقيف وتستهدف رعاة الإبل، والعاملين في المسالخ". وأضاف، أن "هناك اتفاقات وقعت ونفذت أجزاء من الخطة في مناطق معينة يشتبه بحمل الجمال الموجودة بها للفيروس، ويتبقى كثير من الأمور التوعوية التي ما زالت في طور التنفيذ". اشتباه مخيف إلى ذلك، امتنعت طالبات المدرسة ال84 بالرياض عن الذهاب إلى مدرستهن أمس بسبب مخاوف من عدوى فيروس كورونا، بعد الاشتباه في إصابة ثلاث طالبات من عائلة واحدة، ولم تفلح تطمينات إدارة التعليم في إعادة الطالبات للمدرسة. المدرسة التي تقع في حي النظيم شرق العاصمة الرياض يدرس فيها 500 طالبة في المرحلة الابتدائية فقط، في حين أنها تقع ضمن مجمع حكومي يشمل ثلاث مراحل "ابتدائي، متوسط، ثانوي". بعض السكان الذين يقطنون بجوار المدرسة أكدوا غياب الطالبات، وحضور الهيئة التعليمية، وأن فريق من الصحة المدرسية زار المدرسة، وظل بها 15 دقيقة. منع المخالطين من جانبه، أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة العامة الدكتور عبدالله عسيري ل"الوطن" أنه تم التواصل بين منسق الصحة المدرسية بالرياض ومركز القيادة والتحكم بالشؤون الصحية بالرياض بخصوص طالبتين اتضح أنهما مخالطتان لحالة معروفة وأنهما على قائمة المتابعة، وليس لديهما أية أعراض حاليا ولا يوجد سبب صحي لمنعهما من الدراسة. وقال إن المتعارف عليه في مثل هذه الحالات أن يمنع فقط المخالطون الذين تظهر عليهم أعراض من الوجود في التجمعات العامة مثل المدارس وغيرها.وقالت مصادر ل"الوطن" إنه "خلال تقصي حالة اشتباه إصابة الطالبات الثلاث بكورونا راجت معلومات بأن قريبة للطالبات الثلاث توفيت جراء إصابتها بالفيروس وهو ما زاد من حالة الخوف لدى الطالبات وأولياء الأمور، وبعض من يقطنون بجوار المدرسة". في الوقت نفسه أصدرت إدارة تعليم الرياض أمس بيانا يشير إلى رصد حالات اشتباه إصابة ثلاث طالبات بفيروس كورونا في المدرسة الابتدائية ال84 للبنات بحي النظيم شرق الرياض، وأكدت أن الوضع آمن في المدرسة، والحالات معلومة لدى الصحة المدرسية، والشؤون الصحية بالمنطقة، مؤكدة اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها في حينه.