في الوقت الذي تحول فيه مستشفى الحرس الوطني في الرياض إلى بؤرة لانتشار فيروس "كورونا" وسقوط وفيات منها ثلاث مساء أمس، توقع وزير الصحة المهندس خالد الفالح أن تسجل مستشفيات وزارة الصحة خلال الأيام المقبلة حالات إصابة جديدة بالفيروس. وجاءت مخاوف الوزير، الذي اجتمع بالمسؤولين الصحيين، بناء على إمكانية وجود مراجعين لهم علاقة مخالطة بمن أصيبوا بالفيروس في مستشفى الحرس، مؤكدا على ضرورة التزام كافة المستشفيات بالتدابير الوقائية خاصة في ظل عودة الأسر من الإجازة وتعرضها لبعض التغيرات الجوية، ما يزيد من كثرة الأمراض التنفسية التي تجعلهم بحاجة إلى زيارة المنشآت الصحية التابعة للوزارة، وهو ما سيزيد من احتمالات ظهور إصابات جديدة بكورونا. إلى ذلك، أوضح الوزير "أن الانتشار الحالي للفيروس محدود نسبيا"، معترفا بوجود ثغرات في التطبيق الصارم في إجراءات مكافحة العدوى في المنشآت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن كوريا الجنوبية نجحت في محاصرة المرض لأنها واجهت حالة أولية واحدة بينما تشهد المملكة مئات الحالات الأولية التي تنتقل من الإبل. أما وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري فأكد ل"الوطن": أنه تم إبعاد الإبل من محيط المشاعر المقدسة لضمان سلامة الحجاج خلال موسم الحج المقبل. توقع وزير الصحة المهندس خالد الفالح أمس أن تسجل مستشفيات وزارة الصحة خلال الأيام المقبلة حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، وذلك عقب تفشي الفيروس في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة لوزارة الحرس الوطني. وجاءت مخاوف الوزير بناء على إمكانية وجود مراجعين لهم علاقة مخالطة بمن أصيبوا بالفيروس في مستشفى الحرس. وأبدى الفالح قلقه الشديد من عودة الأسر من إجازاتها وتعرضها لبعض التغيرات الجوية ما يزيد من كثرة الأمراض التنفسية التي تجعلهم بحاجة لزيارة المنشآت الصحية التابعة للوزارة، ما يزيد من احتمالات ظهور إصابات جديدة بكورونا. جاء ذلك خلال لقاء الوزير بمسؤولي القطاعات الصحية في الرياض صباح أمس، حيث وجه إليهم رسائل عدة أبرزها الشفافية والواقعية، منبها إياهم بضرورة تطبيق كل الإجراءات الاحترازية والاستباقية التي تقيهم من انتقال العدوى داخل المنشآت الصحية. لا داعي للقلق إلى ذلك، أوضح الوزير "أن الانتشار الحالي للفيروس محدود نسبيا وأن جميع الحالات التي سجلت أخيرا في الرياض هي أحادية المصدر ونسعى بوتيرة متسارعة ومهنية عالية للسيطرة عليها". وأضاف أن المعطيات الحالية والوضع الراهن والاستعدادات التي تتبناها الوزارة بالتعاون مع شركائها في القطاعات الصحية الأخرى تدعو إلى الاطمئنان وليس هناك داع للقلق المفرط، وأنه لا يوجد توجه لإغلاق المدارس أو المنع من الذهاب للأماكن العامة وممارستهم الحياة الطبيعة، مؤكدا على الجميع بتوخي الحذر عند مخالطة من لديهم أمراض تنفسية والتقيد بممارسات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية ومن أهمها الامتناع عن زيارة المرضى المنومين بأمراض معدية في المستشفيات ما أمكن. وطمأن الفالح خلال المؤتمر الصحفي المواطنين والمقيمين بأن تسجيل الحالات لا زال محدودا وينحصر على المخالطين للحالة الأولية وليس هناك دليل على أي تفشيات أخرى داخل الرياض أو خارجها في الوقت الراهن. ثغرات واضحة وعزا وزير الصحة ظهور بعض التفشيات في القطاعات الصحية خلال السنوات الثلاث الماضية إلى ثغرات في التطبيق الصارم في إجراءات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية. وأكد الحاجة المستمرة لتقييم الالتزام ومتابعة الأداء وتكرار زيارات الفرق الميدانية للمنشآت الصحية في جميع القطاعات بلا استثناء. وأعلن أنه وفي إطار التعاون والتنسيق القائم بين كل القطاعات الصحية في المملكة سيزور مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني للاطمئنان على المرضى المنومين والاطلاع على الإجراءات المتبعة للسيطرة على المرض، مشيرا إلى أنه تم إغلاق قسم الطوارئ بهذا المستشفى وبعض العيادات والإجراءات غير الطارئة كإجراء وقائي، بينما تقدم بقية الأقسام خدماتها بشكل طبيعي للمرضى والمراجعين. مشيرا إلى أن الجهود تتركز الآن في حصر المخالطين وفحصهم حسب البروتوكول المعتمد إضافة إلى إجراءات العزل للحالات المشتبهة والمؤكدة. وفي رده على سؤال عن نجاح جمهورية كوريا الجنوبية في السيطرة على المرض، أكد الفالح أن كوريا واجهت حالة أولية واحدة بينما تشهد المملكة مئات الحالات الأولية التي تنتقل من الإبل، مؤكدا أن المملكة نجحت في التحكم في عشرات التفشيات خلال الأعوام الماضية إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في الحالات الأولية المرتبطة بالإبل. إجراءات وقائية من جانبه، أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري ل"الوطن": أنه يجري التنسيق حاليا مع أمانة العاصمة المقدسة لمنع التجمعات العشوائية وننتظر رأي الإفتاء فيما يخص منع ذبح الإبل داخل المشاعر المقدسة خلال الحج، كما تم إبعاد الإبل من محيط المشاعر المقدسة لضمان سلامة الحجاج. وأضاف عسيري أن إجراءات التعرف على الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس تعتمد على مدى إلمام العاملين الصحيين بالأعراض المتوقعة وفرز المرضى المصابين وعزلهم خاصة في أقسام الطوارئ، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من التفشيات السابقة والحالية تعود إلى التزاحم في أقسام الطوارئ وكثرة المخالطين من الزوار والمرضى. وأشار إلى أنه لا يوجد أي دليل على أن الفيروس تغير في ضراوته أو قدرته على الانتقال بين البشر والزيادة الحالية في عدد الحالات يعود إلى تفش محدد، ويجري حاليا حصر المخالطين والتنسيق بين المنشآت الصحية لمنع انتقال المرضى المصابين من منشأة إلى أخرى دون التنسيق المسبق. إلى ذلك، سجلت أمس ثلاث وفيات لمواطنين في الرياض بعد الإصابة بالفيروس فيما أصيب به ثلاثة آخرون، ليبلغ عدد الوفيات الإجمالي حتى الآن 483.