عممت وزارة الصحة أمس باعتماد تجربة صحة الرياض تجاه كورونا في جميع مناطق المملكة، بعد النجاح الذي تحقق في إجراءات محاصرة الفيروس، وكانت منظمة الصحة العالمية أشادت بتجربة المملكة في مكافحة كورونا عام 2013، وطالبت بتطبيقها عالميا، ومنذ ذلك العام وحتى 2015 بلغ عدد الإصابات 1128 في حين توفي 485. وما بين عامي 2013 و2015 بلغ عدد الإصابات 1128 إصابة و485 وفاة. في الوقت الذي تحاول وزارة الصحة احتواء انتشار فيروس كورونا الأخير في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، استعاد منسوبو التعليم، الذين يعودون فعليا إلى مدارسهم الأسبوع المقبل، ذكرياتهم حول تحرك وزارتهم تجاه مواجهة أنفلونزا الخنازير قبل ستة أعوام، وذلك في ظل غياب المتخصصين الصحيين عن المدارس حتى خلال العام الدراسي الجديد، عدا الاستعانة ببعض المعلمين للقيام بعمل المرشد الصحي في أضيق الحدود. تطمينات وغضب واستبق وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل التحركات الفعلية على أرض الواقع في المدارس لمواجهة خطر الفيروس، بتوجيه رسالة عبر حسابه في "تويتر" للمجتمع بأن وزير الصحة خالد الفالح أكد له أهمية عدم القلق مع التوعية والوقاية ضمن خطة وزارة التعليم من الفيروس. لم تلق تغريدة الدخيل ترحيبا أو قبولا لدى كثير من المعلقين عليها، حيث تلخصت ردودهم بتساؤلهم عن كيفية الاستجابة لوزارة الصحة وهي لم تنجح حتى الآن في محاصرة الفيروس داخل مستشفيات الرياض. وذكر بعضهم أن رسالة التطمينات هذه لا تتوافق مع بعض البيئات المدرسية المزدحمة بعدد الطلاب، خاصة المباني المستأجرة التي غالبا لا تتمتع بمقومات صحية أو تهوية، إضافة إلى ضعف قدرة الطلاب، خاصة بالمرحلة الابتدائية في وقاية أنفسهم داخل مدارسهم، في وقت يعود طلاب وطالبات تلك المدارس من مناطق مختلفة بعد تمتعهم بإجازتهم الصيفية، ما قد يعرضهم للتقلبات الجوية، فيما طالبت المغردة الدكتورة هيا السمهري وزير التعليم بإعطاء مديري المدارس مزيدا من الصلاحيات غير المشروطة للتعامل مع الحالات في مدارسهم. العيادة المدرسية ويأتي خطر الفيروس في العام الدراسي الحالي في وقت أكد فيه وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل أخيرا أن الوزارة تتأهب لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع العيادة المدرسية الصحية في المدارس، وذلك بواقع 4800 عيادة مدرسية في جميع مدارس المناطق والمحافظات بالمملكة، وذلك بمبلغ إجمالي قدر ب63 مليون ريال، حيث يبدأ تطبيق المشروع في المدارس المنفذة لبرنامج المدارس المعززة للصحة إن لم تكن بها عيادة مدرسية قائمة والمجمعات المدرسية الحكومية والمدارس التي يزيد عدد طلابها على 300 طالب والمدارس ذات المباني الحكومية ثم المستأجرة. ويأتي دور وزارة التعليم في جانبين استراتيجيين، هما التوعية بالمرض في إطار العمل التربوي في مدارس التعليم العام، وكذلك أساليب الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس الخطير، كون الطالب والطالبة والمعلم والمعلمة أركانا أساسية في العمل التربوي وسلامتهم مطلب رئيس، ما يستوجب العمل على توفير طرق السلامة والوقاية. وتوقعت مصادر ل"الوطن" أن يتم خلال الأيام المقبلة تجهيز مدارس التعليم العام بكل المستلزمات من تجهيزات مدرسية لمواجهة الفيروس، من معقمات وأدوات صحية في المدارس، والتأكيد على دور العيادات الصحية، إضافة إلى الاهتمام بالنظافة المستمرة داخل المدرسة. تفش مخيف إلى ذلك، سجلت الرياض أمس عشر إصابات جديدة بالفيروس لمواطنين، ستة رجال وأربع نساء ليرتفع عدد الذين أصيبوا بالمرض منذ بداية شهر ذي القعدة الجاري إلى 36 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات في الفترة نفسها تسع وفيات، ثماني منها حدثت في الرياض وأخرى في أبها. ورجحت مصادر "الوطن" أن تكون كل الإصابات الجديدة قد حدثت في مستشفى الحرس الوطني الذي شهد إصابة العشرات بالفيروس في ظل أنباء تشير إلى وجود أعداد من المصابين لم تشر إليها وزارة الصحة، وذلك حتى إتمام الفحوصات اللازمة للمخالطين.