دشنت عناصر المقاومة في مديرية المنصورة بمحافظة عدن جنوبي اليمن أمس تنفيذ خطتها الأمنية التي كانت قد وعدت بها، عقب الانتهاء من دراستها والتشاور حولها مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة والسلطات المحلية بالمحافظة. وبدأت الوحدات الأمنية والعسكرية التابعة للمقاومة بالانتشار بشكل كبير في كافة أنحاء المديرية، وقامت بعملية استلام وتأمين كافة المواقع الأمنية والحكومية والمؤسسات الخدمية في المديرية، ومنها الميناء، وسجن المنصورة المركزي، والأسواق، ومباني الشرطة والأمن، وكل المرافق والمؤسسات بالمدينة. وانتشرت العشرات من الآليات والمركبات العسكرية التابعة للمقاومة في شوارع المدينة وأمام مرافقها الحكومية والخدمية العامة. إعادة الروح وقال قائد المقاومة في المنصورة، أحمد الإدريسي، في تصريح خاص إلى "الوطن" غداة تنفيذ الخطة، إن الهدف منها هو تأمين كل الممتلكات العامة والخاصة بالمديرية، والحد من انتشار السلاح خارج أيدي المقاومة والجيش الوطني، والعمل على إعادة الروح للمدينة عقب أشهر من الخراب والتدمير الذي تعرضت له جراء الحرب العدوانية التي شنتها قوات المخلوع صالح، والميليشيات الحوثية المتمردة. وأضاف الإدريسي بالقول إن الخطة الأمنية تشمل جميع مدن ومديريات عدن، غير أن المرحلة الأولى منها سيتم تطبيقها في مديرية المنصورة، ثم بعد ذلك سيتم تقييمها وتطبيقها على كل المدن والمديريات. وأشار إلى أنهم في قيادة المقاومة بصدد تشكيل غرف عمليات في كافة مديريات محافظة عدن، على أن تكون هنالك غرفة عمليات مُشتركة تُشرف على عمل الغرف الأمنية بداخل المديريات، كما ينتظرون أن يصدر الرئيس هادي قرارا جمهوريا بتكليف اللجنة الأمنية المشكلة في الداخل لترتيب ووضع آلية خطة الدمج، بإشراف قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، للبدء فعليا في ضم عناصر المقاومة إلى صفوف الجيش الوطني. ضبط خلايا التمرد وفيما يخص الحملات الأمنية على المواقع التي يُشتبه بوجود خلايا حوثية فيها، أوضح قائد المقاومة أن لديهم جهازا أمنيا خاصا، مهمته الأساسية البحث والتحري تجاه كل المعلومات والبلاغات التي تصلهم، والتأكد من صحتها، مشيرا إلى واقعة ضبط خلية تجسس تابعة للميليشيات الحوثية في المدينة الخضراء، مكونة من 12 فردا غالبيتهم من عناصر الأمن المركزي والحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، وبحوزتهم عدد من الأسلحة وأجهزة اتصالات حديثة لاسلكية، وخرائط لأحياء المدينة عبر الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى ضبط خلية أخرى لعدد من العناصر التابعة للمتمردين كانت تتستر بالعمل في أحد المطاعم الشعبية وبحوزتها أسلحة وكتب وشعارات تابعة للحوثيين. وقوبلت عمليات الانتشار الأمني في المديرية بالارتياح من أهالي المدينة، الذين رحبوا بقوات المقاومة واصطفوا على جانبي الطريق لتحية المقاتلين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم لحماية المدينة من بطش الميليشيات الإرهابية المتمردة، مشيدين بقرار المقاومة إعادة العمل بالمراكز الأمنية ومقار الشرطة لخدمة المواطنين عقب توقف استمر لأشهر نتيجة للحرب العدوانية الظالمة على عدن.