ارتكبت قوات التمرد الحوثي، المدعومة بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، أمس، مجزرة جديدة في تعز، حيث شنت قصفا عشوائيا على المدينة، أسفر عن مقتل 14 مدنيا بينهم تسع نساء. وأشارت مصادر من داخل المدينة إلى أن القصف استهدف أحياء "ديلوكس"، التي لم تكن تشهد أي أعمال قتال في ذلك الوقت، ما يؤكد رغبة الميليشيات في تعمد الاعتداء على أحياء المدنيين. وكان قصف مماثل قد استهدف في وقت متأخر ليل أول من أمس حي حوض الأشراف. ما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال ورجل مسن. واعتادت الميليشيات الحوثية استهداف أحياء المدنيين كوسيلة لوقف تقدم المقاومة الشعبية. ففي محيط اللواء 35، الواقع غرب المدينة، تكبد الانقلابيون خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية، حيث هاجم الثوار مواقع المتمردين ودخلوا معهم في اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مصرع 36 حوثيا وإصابة 29 آخرين، فيما بادر 23 آخرون بتسليم أنفسهم للثوار بكامل أسلحتهم. استبسال المقاومة في غضون ذلك، أكدت مصادر من المقاومة أنها شنت هجوما واسعا على الحوثيين وقوات صالح بالمدخل الشرقي لتعز، مشيرة إلى أن قتالا عنيفا يدور على جبهة الحوبان، وأكدت أنها ستتمكن خلال الساعات المقبلة من تحريرها تماما. وأضافت أن عناصر من المقاومة تصدت بدعم من تشكيلات الجيش الموالي للشرعية لهجوم شنته ميليشيات الحوثيين على منطقة الربيعي غربي المدينة، كما تجري معارك كر وفر متواصلة بالقرب من القصر الجمهوري ومعسكر القوات الخاصة بتعز. من جانبه، عزا المتحدث باسم المقاومة في تعز، رشاد الشرعبي، أسباب التقدم الذي يحققه الثوار في مقابل انهيار قوات الحوثيين في المحافظة إلى الالتفاف الشعبي حول المقاومة، وتوفر السلاح النوعي للجيش المؤيد للشرعية، إضافة إلى الضربات الجوية الموجعة التي توجهها مقاتلات التحالف العربي للانقلابيين لمواقع الميليشيات، لتدمير الترسانة العسكرية التي يمتلكونها. دعوة للوحدة وأشار إلى أن قيادة المقاومة الشعبية شرعت في تقنين العمل الأمني في المحافظة، عبر تدريب قوات من المقاومة الشعبية على أساليب حفظ الأمن، وفرض الاستقرار، وملاحقة العناصر الإجرامية التي لا زالت تحتفظ بجيوب صغيرة داخل المدينة، مؤكداً أن مهمة تمشيط المدينة من فلول المتمردين شارفت الانتهاء، مؤكدا أنها تسير جنبا إلى جنب مع مساعي نزع الألغام التي زرعها الانقلابيون قبيل انسحابهم. في غضون ذلك، أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي، استمرار الدعم وتوفير كافة المعينات لأجل إكمال مهمة تحرير محافظة تعز وغيرها من محافظات الوطن. وحث ثوار تعز على "وحدة الصف، وتجاوز كل الخلافات والتحديات في هذه الظروف والمرحلة الهامة من تاريخ اليمن، لمواجهة العدوان الغاشم الذي يستهدف الإنسان والتعايش بمفهومه الشامل". وتابع "مددنا أيدينا للجميع لخلق الشراكة الحقة بين مختلف أبناء الوطن، وخضنا تجربة عشرة أشهر من الحوار الوطني الشامل الذي استوعب مختلف القضايا وتضمنتها وثيقته وصيغة على ضوئها مسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد. لكن للأسف فقد انقلبت ميليشيا الحوثي وصالح على الإجماع الوطني، لأنها أصلا لا تؤمن بالشراكة والحوار، وتريد فرض قانون القوة على إجماع الشعب لتمرير مخططاتها التي كانت معدة سلفا في نقل تجربة دخيلة على بلدنا ومجتمعنا". نقاط • مقتل 9 نساء في قصف عشوائي لقوى التمرد • مصرع 36 حوثيا وإصابة 29 بنيران الثوار • 23 انقلابيا يبادرون للاستسلام بكامل أسلحتهم