شنت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن، هجمات مكثفة أمس ضد مواقع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، وشمل القصف مواقع عسكرية تسيطر عليها جماعة الحوثي وأخرى تابعة للقوات الموالية لصالح في صنعاء، ما أدى إلى وقوع انفجارات ضخمة في مخازن الأسلحة بداخلها، وتدمير معدات عسكرية كان الحوثيون يستعدون لنقلها إلى مناطق المعارك. وشمل القصف مقر الفرقة الأولى مدرع، ومعسكر التأمين الفني، ومعسكر النجدة، ولواء النقل الخفيف، ووزارة الداخلية، ومقر إقامة بعض قادة المليشيات الحوثية. كما أغار طيران التحالف على خمس مدارس حولها الحوثيون إلى مقرات عسكرية ومخازن ذخيرة، وكانت تحتوي أيضا على دبابات وعربات مدرعة. وأسفر القصف عن تدمير غالبية هذه المعدات. وفي عدن، استهدفت الغارات مواقع عدة للحوثيين وحلفائهم، لاسيما في أحياء دار سعد، وخور مكسر، ومواقع أخرى عند المدخلين الشمالي والشرقي للمدينة. وأضافت مصادر ميدانية أن عددا من المتمردين الحوثيين لقوا حتفهم في هذه الغارات. وفي محافظة أبين، شن طيران التحالف غارتين على مواقع للقوات الموالية لصالح في ضواحي مدينة لودر، ثاني أكبر مدن المحافظة، ما أسفر عن تدمير عدد من الآليات والعربات العسكرية، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى. وأكدت مصادر محلية أن الغارات شملت جبل ثرة جنوب لودر، ومواقع في المنطقة الرابطة بين لودر ومحافظة البيضاء المجاورة. وعلى صعيد المعارك الدائرة على الأرض بين المقاومة وقوات التمرد، تواصلت المواجهات في عدد من أحياء مدينة عدن، وأكدت مصادر من داخل المدينة أن مقاتلي المقاومة نجحوا في وقف تقدم الحوثيين، واستعادة مناطق كانت تحت سيطرتهم. مشيرة إلى أن هزائم الحوثيين دفعتهم إلى قصف الأحياء السكنية في منطقة خور مكسر عشوائيا. كما انتشر قناصة تابعون للجماعة حول التلال، في حين دارت مواجهات بين المقاومة الشعبية والحوثيين في المعلا. ولتنظيم جهود الثوار، أعلنت فصائل المقاومة الشعبية في عدن تشكيل مجلس قيادة المقاومة الشعبية لإدارة المقاومة حتى إنهاء العدوان. وأكد المجلس في بيان تشكيله على دعم شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وتأييد عمليات التحالف العربي. أما في تعز، فقد تصدى مقاتلو المقاومة الشعبية عند مداخل المدينة إلى قوات كانت تتجه لدعم الحوثيين في تعز، ودارت مواجهات عنيفة بين الجانبين، أسفرت عن مصرع 13 حوثيا وتراجع القوات. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن المقاومة سيطرت على معظم أحياء المدينة من الداخل، إلا أن الحوثيين الذين انسحبوا إلى التلال والجبال المطلة على المدينة، بدأوا في قصف الأحياء السكنية عشوائيا، مؤكدا وجود كثير من القتلى من المدنيين. وأشارت المصادر إلى أن الوضع الإنساني في تعز يتدهور بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود. وأضافت أن عددا من الأشخاص قتلوا، وأصيب نحو سبعين أغلبهم مدنيون، بسبب قصف عشوائي شنته ميليشيا الحوثي وقوات صالح بمدافع الدبابات على أحياء سكنية في المدينة، ما دفع كثيرا من سكانها إلى النزوح. أما في مأرب، فقد لقي 15 شخصا على الأقل مصرعهم في معارك عنيفة بين الحوثيين ورجال قبائل في المحافظة المنتجة للنفط بوسط اليمن، وأضافت مصادر من داخل المدينة التي يسعى الحوثيون إلى اقتحامها أن مقاتلي المقاومة الشعبية شنوا هجوما مضادا على مواقع الانقلابيين، مما أدى إلى تراجعهم في كثير من المواقع. وأكدت المصادر أن المئات من رجال القبائل واصلوا تدفقهم على المدينة للمساعدة في طرد الانقلابيين من كل المحافظة.