وجه مجلس الأمن الدولي أول من أمس رسالة شديدة اللهجة للمتمردين الحوثيين، طالبهم فيها بالخروج فورا من سفارة دولة الإمارات العربية التي اقتحموها خلال الأيام الماضية، مشيرا في قرار اتخذ بالإجماع إلى أن هذه الخطوة مرفوضة. في مواصلة لتجاوزهم كل الأعراف الدبلوماسية، واستهانتهم بالتقاليد العريقة التي ظلت مرعية على الدوام، حيث أقدم مسلحون حوثيون أول من أمس – على مرأى من قوات التمرد وأجهزة الشرطة الموالية للانقلابيين - على اقتحام مبنى السفارة الإماراتية في صنعاء، ونهبوا ما فيها من أجهزة وأثاث، وعبثوا بمحتوياتها. ورغم استنكار كثير من الهيئات والمؤسسات الدولية لاعتداءات الجماعة المتمردة على السفارات والممثليات الدبلوماسية، إلا أن الحوثيين لم يلقوا لها بالاً، حيث سبق أن هاجموا في أبريل من العام الماضي السفارة السودانية في صنعاء، وقصفوها بقذائف الهاون، ما أرغم البعثة على نقل مقرها إلى عدن حيث واصلت عملها من هناك. وفي أواخر مايو الماضي، أقدمت قوات حوثية، تتقدمها أطقم عسكرية على اقتحام مبنى السفارة السعودية، الكائن وسط العاصمة، بعد أن قاموا بطرد جميع عناصر حراستها. وأشار شهود عيان إلى أن قوات كبيرة وصلت إلى الحواجز الأمنية المنتشرة أمام مبنى السفارة، وطلبوا من عناصر الحراسة ترك أسلحتهم وتسليم السفارة بدون مقاومة، وهو ما اضطر العناصر الأمنية إلى فعله، وقاموا بتسليم المبنى نسبة للأعداد الضخمة من العناصر التي قامت بعملية الاقتحام. وأول من أمس واصل الإرهابيون سياساتهم الهمجية، وهاجموا مبنى السفارة الإماراتية، واقتحموه، وبعثروا محتوياته، في إجراء يعكس حالة التردي التي وصلتها الجماعة الانقلابية. وأشارت مصادر دبلوماسية خليجية إلى أن التصرف الأخير يعكس حالة الإحباط الكبيرة التي تعاني منها قوات التمرد، وأن اقتحامها لمبنى السفارة هو "إجراء انفعالي" فرضه تزايد الخسائر التي تلحق بها بصورة يومية. إضافة إلى الدور المتميز والمؤثر الذي تسهم به دولة الإمارات في إطار التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ومساعدة الحكومة الشرعية على تثبيت أقدامها في محافظة عدن التي تم تحريرها بدعم من دول التحالف، خاصة المملكة والإمارات. وأضافت المصادر أن دولة الإمارات كانت قد أعلنت خلال الأيام الماضية عزمها تمويل برنامج إغاثي كامل سيتم إطلاقه قريبا، ويستهدف المحافظات التي تم تحريرها، مشيرة إلى أن البرنامج يندرج ضمن حملة دعم إنسانية تتبناها الحكومة الإماراتية، وتستهدف تقديم مزيد من المساندة اللوجستية والمادية لقوات الشرعية اليمنية والحكومة، للتسريع بتحقيق الحسم العسكري. وتشارك الإمارات بقوات عسكرية وفرق فنية وطبية متخصصة في دعم جهود الحكومة للتسريع في تطبيع الأوضاع في محافظة عدن.