ندَّدت الحكومة الشرعية في اليمن باحتلال الحوثيين مقر السفارة الإماراتية في صنعاء، واصفةً إياه ب «عملٍ إجرامي مشين ينتهك القوانين والتشريعات الدولية»، في وقتٍ اتهم محافظ عدن القوات المتمردة بمنع وصول مساعدات إغاثية تابعة للأمم المتحدة إلى المحافظة. ودعت الحكومة الشرعية الميليشيات الانقلابية إلى «إخلاء مقر السفارة الإماراتية فوراً وإعادة الممتلكات المنهوبة منها وتسليمها إلى موظفيها»، متعهدةً ب «محاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء». وذكَّرت في بيانٍ لها أمس ب «دور دولة الإمارات العربية المتحدة الرائد في دعم مشاريع التنمية والبنى التحتية في اليمن» وب «الدعم المتواصل الذي تقدمه لليمنيين في مختلف الظروف والمراحل الصعبة». وتوقَّع البيان فشل «المرامي الخبيثة من وراء هذا العمل (اقتحام السفارة) في الإساءة إلى الروابط والعلاقات بين البلدين». في سياقٍ متصل؛ أبلغ محافظ عدن، نايف البكري، وفداً من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة برئاسة مديرة البرنامج، إيرثارين كازين، بحاجة السكان المحليين الماسَّة إلى المساعدات الإغاثية، متهماً المتمردين بإعاقة وصول المساعدات إليهم. وأكدت كازين علمها باحتجاز الميليشيات المتمردة المواد الإغاثية التي أرسلها البرنامج إلى اليمنيين عبر ميناء الحديدة، متهِمةً أفراد الميليشيات ببيع هذه المواد في السوق السوداء. وكشفت كازين، خلال لقائها البكري مساء أمس الأول في مدينة عدن (عاصمة المحافظة)، عن إرسال البرنامج سفينة تحمل مواداً إغاثية إلى المدينة وتنتظر السماح لها بالرسو في الميناء. في غضون ذلك؛ دعا السياسي اليمني، الدكتور أحمد بافرط، إلى عدم القبول بأي حل للأزمة قبل انسحاب قوات التمرد من مختلف المدن بما في ذلك العاصمة صنعاء. واعتبر بافرط، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن المبعوث الأممي، الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يطرح حتى الآن حلولاً تبتعد عن الأخذ بالقرارات الأممية الصادرة بشأن اليمن وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2216. ووصف القرار بواحد من 3 أسس للحل إلى جانب المبادرة الخليجية 2011 ومخرجات الحوار الوطني الذي نُظِّمَ في صنعاء على مدى العامين الماضيين. ويزور ولد الشيخ أحمد الرياض حالياً في إطار جهودٍ أممية لتحريك العملية السياسية في اليمن. وتوقع بافرط عدم نجاح الوساطة الأممية إذا لم ينسحب المتمردون من المدن التي اجتاحوها، داعياً إياهم إلى «الجنوح للسلم والتخلي عن العنتريات بعد أن عاثوا في الأرض فساداً». في الإطار ذاته؛ رأى الناشط الإعلامي اليمني، أنيس منصور، أنه فات أوان الحل السياسي الذي يبحث عنه المبعوث الأممي «لأن جماعة الحوثي اعتادت ممارسة المراوغة والخديعة في أي مفاوضات»، مشدداً على ضرورة موافقتهم علناً على بنود القرار 2216 قبل إعلان التوصل إلى حلول. وينص القرار خصوصاً على سحب الميليشيات مسلحيها من مختلف المناطق وتسليمها الأسلحة الثقيلة إلى سلطة الدولة. ميدانياً؛ دارت معارك ضارية في حي كلابة بمدينة تعز (جنوب غرب) مساء أمس، وكان طرفاها المقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة وقوات حلف (الحوثي- صالح) من جهة ثانية. وبالتزامن؛ أفادت مصادر ميدانية بقصف القوات المتمردة المتمركزة في منطقة الحوبان (شرق المدينة) ومعسكر اللواء 22 (حرس جمهوري سابقاً) أحياء سكنية قريبة بقذائف مدفعية ما أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل إضافةً إلى جرح آخرين. وعاين سكان على الإثر تصاعد أعمدة دخان من مبنى مؤسسة «الجمهورية للصحافة والنشر» بعد استهدافه.