تنوعت جرائم الحوثيين واختلفت أوجهها، ففي كل يوم يكتشف اليمنيون حجم التآمر الذي مارسه المتمردون على بلادهم، وما تسببوا فيه من إضرار بالبنية التحتية لليمن. وبالأمس، اكتشف اليمنيون جريمة جديدة تضاف إلى السجل الحوثي الحافل في هذا المجال، حيث كشف مدير عام المياه بمحافظة عدن، نجيب محمد أحمد، أن قوى التمرد أقدمت على زرع الألغام في كل المناطق، حتى حقول المياه التي يعتمد عليها السكان المدنيون لم تسلم منها، حيث أقدموا على تلغيمها، وذلك لزيادة صعوبة الجهات المختصة في إعادتها للعمل مرة أخرى. وقال أحمد في تصريحات صحفية "كل مرافق الحياة تعرضت لتدمير منهجي متواصل، ولم تسلم أي جهة من محاولات ميليشيات الانقلاب، حتى حقول المياه التي استهدفها القصف الحوثي، بطريقة منظمة خلال فترة الاحتلال، لم نتمكن من إعادتها إلى العمل بصورة كاملة، وذلك بسبب زرع الانقلابيين لكثير من الألغام داخل الحقول، وبات المهندسون يخشون على سلامتهم وحياتهم، وذلك عقب انفجار أحد تلك الألغام في آلية كانت تحاول القيام بعملية تنظيف لحقول المياه. وإذا كانت عملية اكتشاف الألغام في المناطق المنبسطة ميسورة، فإنها تكون أكثر صعوبة داخل المواقع التي تطمرها المياه، لأن الحركة لا تكون في مثل هذه البيئة بمثل تلك السهولة، لكننا في كل الأحوال نبذل جهودا كبيرة لإعادتها إلى العمل من جديد". ومضى أحمد بالقول "مرفق المياه تعرض لاعتداءات كثيرة من قبل التمرد الحوثي، لأنها مرفق مهم يعتمد عليه غالبية السكان، ولا تقوم بدونه حياة، لذلك ركزوا على مهاجمتها، فقاموا بتدمير شبكة الأنابيب الداخلية، وقصفوا المستودعات، ودمروا المولدات الكهربائية، ولكن لم يكن يدر بخلد أحد أن جرائمهم يمكن أن تصل حد زرع ألغام داخل حقول المياه، وهذا يثبت أنهم لم يتركوا مكانا يمكن أن يمارسوا فيه اعتداءاتهم إلا وقاموا به". واستطرد قائلا "المواطنون يعيشون آثار دمار، وهناك جملة من المشكلات، ومنها مشكلات تموين المياه، التي نبذل جهوداً كبيرة لإعادتها، لكن الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في كل بقعة في مدينة عدن بالمدينة، أو مواقع المياه، وفي محيط موقع المطار تعرقل تحركاتنا، ولا نستطيع التحرك بالسيارات، فالموت يترقبنا هنا وهناك". وأشار إلى أن "اللجان الفنية تبذل جهوداً كبيرة لإعادة ترميم الشبكات بالميدان، وهناك جزء كبير لا يزالون يعانون من شح المياه، وهي الأربع مديريات التي عاشت تحت وطأة الاحتلال الحوثي، حيث إن الشبكة مدمرة بالكامل. ولكن رغم ذلك فإن جهود عناصر المقاومة الشعبية وجنود الجيش والتحالف العربي أعادت الأمل للمواطنين في عدن". وعن الوضع في الجوانب الأخرى قال "للأسف الإشكاليات في الكهرباء لا تزال كبيرة، وما ينتج لا يتجاوز حوالي 130 ميجا، ومحافظة عدن بحاجة إلى أكثر من 400 ميجا، لذا تظل في معاناة مستمرة على كافة المستويات، كما أن هناك غلاء فاحشا خلفته المليشيات".