واصل عدد من المهتمين والأكاديميين والشعراء تأبينهم للمؤرخ والأديب حسن الفقيه الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي، وووري الثرى الأربعاء في القنفذة، حيث استذكروا مناقبه وإنجازاته، وأكدوا أنه من أوائل المؤرخين الذين بحثوا ونقبوا في تاريخ المنطقة الجنوبية، من خلال اكتشافه ودراسته لمخلاف عشم التاريخي وبحثه عن وادي حلي ودولة حلي بن يعقوب الأثرية، كما ترك خلفه إرثا من المقالات والأبحاث المنشورة. قال عضو اللجنة الثقافية بالقنفذة محمد الناشري عن الفقيه "إنه مؤرخ عرف بالذكاء المتميز، وحفظ للمحافظة إرثها وموروثها".بدوره، قال أستاذ اللغة الإنجليزية بالكلية الجامعية بالقنفذة محمد العجلاني "دخلت مع هذا الرجل الكعبة عام 1418، ومن حبه للعلم قال لي اكتب كل النقوش التذكارية داخل الكعبة، وما زالت لدي إلى الآن".من جهته، وصف عضو مجلس الشورى، أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود، الدكتور أحمد الزيلعي، رحيل الفقيه ب"الخسارة الكبيرة للوطن". ووصفه المحاضر بالكلية الجامعية في القنفذة محمد الصلبي ب"المدرسة العظيمة، والوجه المشرق لتهامة من البحر إلى الجبل". وأثار رحيل الفقيه، الروائي والقاص والشاعر أحمد محمد حلواني الذي رثاه بقصيدة حملت عنوان "ما مات الندى"، قال فيها: أأساتذنا إن مت ما مات ذكركم وما ماتت الآثار كلا ولا الندى فموتك قد هز الفؤاد وقد جرت دموعي وقد جار الزمان وفندا فما بي إي والله فوق الذي بهم فقد كنت فينا صاحب الرأي سيدا وقد كنت أستاذا وشيخا وعالما أديبا أريبا ملهم الفكر موردا وقد كنت للتاريخ نهرا إذا جرى تحول شهدا أو تحول مشهدا وكم كنت للآثار شيخا ومرجعا وفي كل ميدان لك الصوت والصدى وكم كنت للإيثار والبذل منبعا وكم كنت للتعليم والعلم موفدا فلا لجنة وفت ولا غير لجنة ولا عجبا أن تجهل الشمس فرقدا ولا عجبا أن ينكر الناس بدرهم ولا عجبا أن يرخص الناس عسجدا لقد غاب عنك الناس لما تكالبت عليك صروف الدهر والشيب قد بدا فلا القنفذا أعطت ولاجاد أهلها ولا سلم الوافون في الناس حسدا فيا سيدي المحبوب هذا عزاؤنا يموت أديب القوم ظمآن منشدا ويحيا حمار القوم في ظل أيكة وكم قد علا جحش وآخر شيدا وكم صار للجهال قدر ومنزل وبات لبيب الناس كالسيف مغمدا فلا عجبا إن لم تجد قط موضعا فأنت وإن جار الحسودون مبتدا إلى جنة الفردوس نرجو إلهنا تكون لكم بيتا وعزا ومرقدا فيا شيخنا هذي لحانا تخضبت دموعا وما ندري الردى اليوم أو غدا فكل إلى الرحمن لا شك أمره ولو سكن البرج العظيم المشيدا فحمدا لربي ثم شكرا لفضله فكم قد فقدنا سيدا ثم سيدا فعش يا فؤادي في كفاف وعفة فما لامرئ في الموت أمر ولا مدى